للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ الرَّبيعُ بنُ سُليمانَ: سمِعتُ الشافِعيَّ يَقولُ: لَأنْ يَلقى اللهَ العبدُ بكلِّ ذنبٍ ما خَلا الشِّركَ باللهِ خيرٌ من أنْ يَلقاه بشيءٍ مِنْ الهَوى (١).

وعن أَبي ثورٍ قالَ: سمِعتُ الشافِعيُّ يَقولُ: حُكمِي في أَهلِ الكَلامِ، أنْ يُضرَبوا بالجَريدِ، ويُحملوا على الإِبلِ، ويُطافُ بهم في العَشائرِ والقَبائلِ، ويُنادَى عليهم: هذا جَزاءُ مَنْ ترَكَ الكِتابَ والسُّنةَ وأَقبلَ على الكَلامِ.

وعن أَبي ثورٍ قالَ: سمِعتُ الشافِعيُّ يَقولُ: مَنْ ارتَدى بالكَلامِ، لمْ يُفلحْ.

قالَ البَيهقيُّ: وإنَّما يَعنى -واللهُ أَعلَمُ- كَلامَ أَهلِ الأَهواءِ، الذين ترَكوا الكِتابَ والسُّنةَ، وجعَلوا مُعولَهم عُقولَهم، وأخَذوا في تَسويةِ الكِتابِ عليها، وحينَ حُملَت إليهم السُّنةُ بزِيادةِ بَيانٍ لنَقضِ أَقاويلِهم، اتَّهموا رُواتَها وأَعرَضوا عنها (٢).

فأما أَهلُ السُّنةِ، فمَذهبُهم في الأُصولِ مَبنيٌّ على الكِتابِ والسُّنةِ، وإنَّما أخَذَ مَنْ أخَذَ منهم في العَقلِ؛ إِبطالًا لمَذهبِ مَنْ زعَمَ أنَّه غيرُ مُستقِيمٍ في العَقلِ (٣).


(١) «المناقب» للبيهقي (٢/ ٤٥٢).
(٢) السابق (٢/ ٤٦٢).
(٣) السابق (٢/ ٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>