للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ النَّوويُّ : ولا فَرقَ بينَ رُطوبةِ فَرجِ المَرأةِ وغيرِها من الحَيواناتِ الطاهِرةِ (١).

قالَ ابنُ قُدامةَ : لأنَّ عائِشةَ كانَت تَفرُكُ المَنيَّ من ثَوبِ رَسولِ اللهِ ، وهو مِنْ جِماعٍ؛ فإنَّه ما احتَلمَ نَبيٌّ قَطُّ.

وهو يُلاقي رُطوبةَ الفَرجِ، ولأنَّنا لو حَكَمنا بنَجاسةِ فَرجِ المَرأةِ لحَكَمنا بنَجاسةِ مَنيِّها؛ لأنَّه يَخرجُ من فَرجِها فيَتنجَّسُ برُطوبَتِه.

وقالَ القاضِي من الحَنابِلةِ: ما أصابَ منه حالَ الجِماعِ فهو نَجسٌ؛ لأنَّه لا يَسلمُ من المَذيِ وهو نَجسٌ، ولا يَصحُّ التَّعليلُ؛ لأنَّ الشَّهوةَ إذا اشتَدَّت خرَجَ المَنيُّ دونَ المَذيِ كحالِ الاحتِلامِ (٢).

وذهَبَ المالِكيةُ وأبو يُوسفَ ومُحمدٌ من الحَنفيةِ -وهو خِلافُ الأصَحُّ عندَ كلٍّ من الشافِعيةِ والحَنابِلةِ- إلى نَجاسةِ رُطوبةِ فَرجِ المَرأةِ الداخِليِّ؛ لأنَّه في الفَرجِ لا يُخلقُ منه الوَلدُ، أشبَهَ المَذيَ ولأنَّها رُطوبةٌ مُتولِّدةٌ في مَحلِّ النَّجاسةِ فكانَت نَجسةً.

أمَّا رُطوبةُ فَرجِها الخارِجيِّ فهي طاهِرةٌ بالاتِّفاقِ (٣).


(١) «المجموع» (٢/ ٥٢٦).
(٢) «المجموع» (٢/ ٢٥٦)، وأسنى المطالب (١/ ١٣)، و «مغني المحتاج» (١/ ٢٢٠)، و «شرح صحيح مسلم» للنووي (٣/ ١٣٧)، و «حاشية ابن عابدين» (١/ ١٦٦، ٣٤٩)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ٦٤)، و «الكافي» (١/ ٨٧)، و «الإنصاف» (١/ ٣٤١)، و «كشاف القناع» (١/ ١٩٥)، والمبدع (٢/ ٢٥٥).
(٣) «حاشية ابن عابدين» (١/ ٥٦٤)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ٦٤)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ٩٣)، و «مواهب الجليل» (١/ ١٠٥)، و «المهذب» (١/ ٤٨)، و «المجموع» (٢/ ٢٤٦)، و «مغني المحتاج» (١/ ٢١٩)، و «حاشية قليوبي» (١/ ٨٢)، و «المغني» (٢/ ٢٨٣)، و «الإنصاف» (١/ ٣٤١)، و «المبدع» (١/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>