واللهُ ﷾ قد حَدَّ المِرفَقينِ والكَعبَينِ، فلا يَنبَغي تَعدِّيهما، ولأنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ لم يَنقُلْ مَنْ نقَلَ عنه وُضوءَه أنَّه تَعداهُما، ولأنَّ ذلك أصلُ الوَسواسِ ومادَّتُه، ولأنَّ فاعِلَه إنَّما يَفعلُه قُربةً وعِبادةً، والعِباداتُ مَبناها على الاتِّباعِ، ولأنَّ ذلك ذَريعةٌ إلى الغَسلِ إلى الفَخذِ، وإلى الكَتفِ.
وهذا مما لا يُعلمُ أنَّ النَّبي ﷺ وأَصحابَه لم يَفعَلوه (١) ولا مَرةً واحِدةً، ولأنَّ هذا من الغُلوِّ، وقد قالَ ﷺ:«إيَّاكُم والغُلُوَّ في الدِّينِ».
ولأنَّه تَعمُّقٌ، وهو مَنهيٌّ عنه، ولأنَّه عُضوٌ من أَعضاءِ الطَّهارةِ، فكُرهَ مُجاوَزتُه كالوَجهِ.
وأمَّا الحَديثُ فرِاويةٌ عن أبي هُريرةَ ﵁، رَواها نُعَيمٌ المُجمِرُ، وقد قالَ:«لا أَدري قَولُه: فمَن استَطاعَ منكم أنْ يُطيلَ غُرتَه فليَفعَلْ، من قَولِ رَسولِ اللهِ ﷺ، أو مِنْ قَولِ أبي هُريرةَ ﵁؟»، رَوى ذلك عنه الإمامُ أحمدُ في المُسندِ.
(١) الصَّحيحُ -واللهُ أعلَمُ-: وهذا مما لا يُعلمُ أنَّ النَّبي ﷺ وأَصحابَه فَعلُوهُ.