للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكَلامُ الأجنَبيُّ: هو ما لا يَكونُ مِنْ مُقتَضى العَقدِ ولا مِنْ مَصالِحِه ولا مِنْ مُستحَبَّاتِه.

أمَّا المالِكيَّةُ فقالوا: لو حصَل فاصِلٌ يَقتَضي الإعراضَ عمَّا كانا فيه حتى لا يَكونَ كَلامُه جَوابًا لِلكَلامِ السَّابِقِ في العُرفِ، لَم يَنعقِدِ البَيعُ، ولا يُشترَطُ ألَّا يَحصُلَ بينَ الإيجابِ والقَبولِ فَصلٌ بكَلامٍ أجنَبيٍّ عن العَقدِ، ولو كانَ يَسيرًا، كما يَقولُ الشافِعيَّةُ (١).

٥ - اشتَرطَ الشافِعيَّةُ والحَنابِلةُ أنْ يَكونَ البَيعُ مُنجَزًا لا مُعلَّقًا على شَرطٍ، وزادَ الحَنفيَّةُ والشافِعيَّةُ -وهو أيضًا مُقتَضى كَلامِ سائِرِ الفُقهاءِ-: ولا مُؤقَّتًا بوَقتٍ: بأنْ تَكونَ الصِّيغةُ تَدُلُّ على التَّنجيزِ في العَقدِ والتَّأبيدِ في التَّمليكِ، فلو قالَ: بِعتُكَ هذه الدَّارَ إنْ جاءَ فُلانٌ، أو شَهَرَ كَذا، فقالَ: قَبِلتُ، لَم يَصحَّ العَقدُ؛ لِوُجودِ الشَّرطِ. وذلك لأنَّ التَّعليقَ يَدلُّ على عَدَمِ الجَزمِ بإرادةِ البَيعِ والرِّضا به، والرِّضا شَرطٌ في صِحَّتِه. وكذلك لو قالَ: بِعتُكَ هذه السَّيَّارةَ سَنةً مَثَلًا، فقالَ: اشتَرَيتُ، لَم يَنعقِدِ البَيعُ؛


(١) «بدائع الصنائع» (٦/ ٥٣٩)، و «رد المحتار» (٦/ ٣٧٤)، و «البحر الرائق» (٥/ ٢٧٩)، و «اللباب» (١/ ٣٤٩)، و «خلاصة الدلائل» (٢/ ٢٧)، و «المعتصر الضروري» (٢٥٧)، و «الجوهرة النيرة» (٣/ ٩)، و «الفتاوى الهندية» (١/ ٢٦٩)، و «مواهب الجليل» (٦/ ٣٣)، و «كشاف القناع» (٣/ ١٦٨، ١٦٩)، و «روضة الطالبين» (٣/ ٨)، و «مغني المحتاج» (٢/ ٤١٤)، و «نهاية المحتاج مع حاشية الشبرملسي» (٣/ ٤٤٢)، و «حاشية إعانة الطالبين» (٣/ ١٢)، و «السراج الوهاج» (٢٠٦)، و «حاشية القليوبي وعميرة على كنز الراغبين» (٢/ ٣٩١)، و «نهاية المحتاج» (٣/ ٤٢٩)، و «الديباج شرح المنهاج» (٢/ ٨)، و «النجم الوهاج» (٤/ ١٥)، و «الروض المربع» (١/ ٥٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>