للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذهَب الحَنفيةُ في المَذهبِ والإمامُ مالكٌ في رِوايةٍ (١) إلى أنَّ الأُضحيَّةَ واجبةٌ؛ لقولِ اللهِ تَعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: ٢] أمَر بنَحرٍ مَقرُونٍ بالصَّلاةِ، وليس ذلك إلا الأُضحيَّةَ.

وعن زَيدِ بنِ أَرْقمَ قال: قلتُ، أَوْ قَالُوا: يَا رَسولَ اللهِ: ما هذه الْأَضاحيُّ؟ قال: «سُنةُ أَبِيكُم إِبراهيمَ، قَالُوا: ما لنَا منها؟ قال بكلِّ شَعرةٍ حَسنةٌ، قَالوا: يَا رَسولَ اللهِ، فالصُّوفُ، قال: بكلِّ شَعرةٍ مِنْ الصُّوفِ حَسنةٌ» (٢) وهو أَمرٌ وإِنَّه للوُجوبِ.

وعن أَبي هُريرةَ قال: قال رَسولُ اللهِ : «مَنْ وجَد سَعةً فلَم يُضحِّ فلا يَقرَبنَّ مُصلَّانا» (٣) وهذا خرَج مَخرجَ الوَعيدِ على تَركِ الأُضحيَّةِ، ولا وَعيدَ إلا بتَركِ الواجبِ، ولأنَّ إضافةَ اليومِ إليه تَدلُّ على الوُجوبِ؛ لأنَّه لا تَصحُّ الإضافةُ إليه إلا إذا وُجِدت فيه لا مَحالةَ، ولا وُجودَ إلا بالوُجوبِ، فيَجبُ تَصحيحًا لِلإضافةِ، وكما في يومِ الفِطرِ وصَدقتِه.

ولحَديثِ أَنسٍ قال: قال رَسولُ اللهِ يومَ النَّحرِ:


(١) «شرح صحيح البخاري» (٦/ ٦، ٧)، و «الاستذكار» (٥/ ٢٣٠)، و «تفسير القرطبي» (١٥/ ١٠٨)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٢٤٧)، و «مواهب الجليل» (٤/ ٣٦٢)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٣٣)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٣٨٥).
(٢) ضعيفٌ جدًّا: رواه الإمام أحمد في «المسند» (١٩٢٨٣)، وابن ماجه (٣١٢٧).
(٣) حَديثٌ حَسنٌ: رواه الإمام أحمد في «المسند» (٨٢٧٣)، وابن ماجه (٣١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>