للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدَّليلُ الثالِثُ: عن ابنِ جُرَيجٍ عن عَمرٍو قال: «أخبَرني من رَأى بعضَ أزواج النَّبيِّ تَرمي غَربَت الشَّمسُ أو لم تَغرُبْ» (١).

الدَّليلُ الرابِعُ: ما رَواه الثَّوريُّ عن رَجُلٍ عن نافِعٍ، قال: قال ابنُ عُمرَ: «إذا نَسيتَ رَميَ الجَمرةِ يومَ النَّحرِ إلى اللَّيلِ فارمِها باللَّيلِ، وإذا كان من الغَدِ فنَسيتَ الجِمارَ حتى اللَّيلِ فلا تَرمِ حتى يَكونَ من الغَدِ عندَ زَوالِ الشَّمسِ ارمِ الأولَ فالأولَ»، ورَواه عُبيدُ اللهِ عن نافِعٍ عن عُمرَ مُختصَرًا بلَفظِ: «مَنْ نسِي أيامَ الجِمارِ وقال: من نسِي رَميَ الجِمارِ إلى اللَّيلِ فلا يَرمِ حتى تَزولَ الشَّمسُ من الغَدِ» (٢).

الدَّليلُ الخامِسُ: عن ابنِ عَباسٍ أنَّ رَسولَ اللهِ قال: «الراعي يَرعَى بالنَّهارِ ويَرمي باللَّيلِ» (٣).

قال الكاسانيُّ : ولا يُقالُ: إنَّه رخَّص لهم ذلك لعُذرٍ لأنَّا نَقولُ ما كان لهم عُذرٌ؛ لأنَّه كان يُمكِنُهم أنْ يَستَنيبَ بعضُهم بعضًا فيَأتيَ بالنَّهارِ فيَرميَ، فثبَت أنَّ الإباحةَ كانت لعُذرٍ، فيَدلُّ على الجوازِ مُطلقًا فلا يَجبُ الدَّمُ (٤).


(١) رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣/ ٣٩٨) رقم (١٥٣٢١).
(٢) رواه البيهقي في «السنن الكبرى» (٥/ ١٥٠).
(٣) رواه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٢/ ٢٢١)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٥/ ١٥١).
(٤) «بدائع الصنائع» (٣/ ٨٧، ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>