للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتَمَعا (أي: إذا ذُكرَ أحدُهما مُنفرِدًا عن الآخَرِ كانَ شامِلًا لمَعنى اللَّفظِ الآخَرِ الذي يُقرَنُ به)، وهما هنا في آيةٍ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: ٦٠] قد اجتَمَعا، فتَميَّزَ كلٌّ منهما بمَعنًى.

وقد اختَلفَ الفُقهاءُ في أيِّهما أشَدُّ حاجةً:

فذهَبَ الشافِعيةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّ الفَقيرَ أشدُّ حاجةً من المِسكينِ.

وذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ في المَشهورِ إلى أنَّ المِسكينَ أشَدُّ حاجةً من الفَقيرِ.

وفي قَولٍ ثالِثٍ عندَ المالِكيةِ نقَلَه الدُّسوقيُّ أنَّ الفَقيرَ والمِسكينَ صِنفٌ واحِدٌ وهو مَنْ لا يَملِكُ قُوتَ عامِه سَواءٌ كانَ لا يَملِكُ شَيئًا أو يَملِكُ أقلَّ من قُوتِ العامِ (١).

واختَلفَ الفُقهاءُ في حَدِّ كلٍّ من الصِّنفَينِ:

فقالَ الشافِعيةُ والحَنابِلةُ: الفَقيرُ هو الذي لا مالَ له، ولا كَسبَ يَقعُ مُوقِعًا من حاجَتِه، كمَن حاجَتُه عَشرةٌ فلا يَجدُ شَيئًا أصلًا، أو يَقدِرُ بمالِه وكَسبِه وما يَأتيه من غَلةٍ وغيرِها على أقَلَّ من نِصفِ كِفايَتِه، فإنْ كانَ يَجدُ النِّصفَ أو أكثَرَ ولا يَجدُ كلَّ العَشرةِ فمِسكينٌ (٢).


(١) «حاشية الدسوقي» (١/ ٤٩٢)، و «الشرح الصغير» (١/ ٤٢٥)، و «فتح القدير» (٢/ ١٥)، و «البدائع» (٢/ ٤٨٧)، و «المجموع» (٧/ ٣٢٥)، و «الشرح الكبير مع المغني» (٤/ ٨٦).
(٢) «الإفصاح» (١/ ٣٦٠)، و «الإشراف» (١/ ١٩٢، ١٩٣)، و «المجموع» (٧/ ٣٢٥)، و «كشاف القناع» (٢/ ٣١٧)، و «الشرح الكبير مع المغني» (٤/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>