للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي يُديرُها الماءُ بنَفسِه، أو غيرِ ذلك، وكذا لو مَدَّ من النَّهرِ ساقيةً إلى أرضِه، فإذا بلَغَها الماءُ احتاجَ إلى رَفعِه بالغَرفِ أو بآلةٍ.

والضابِطُ لذلك أنْ يَحتاجَ في رَفعِ الماءِ إلى وَجهِ الأرضِ إلى آلةٍ أو عَملٍ، وهذا كلُّه لا خِلافَ فيه بينَ عُلماءِ المسلِمينَ (١).

والأصلُ في ذلك قَولُ النَّبيِّ : «فيمَا سَقَت السَّماءُ والعُيونُ أو كانَ عَثرِيًّا العُشرُ، وما سُقيَ بالنَّضحِ نِصفُ العُشرِ» رَواه البُخاريُّ (٢)، قالَ أبو عُبيدٍ: العَثريُّ: ما تَسقِيه السَّماءُ وتُسمِّيه العامَّةُ العَديَ. وقالَ القاضِي: هو الماءُ المُستنقَعُ في بِركةٍ أو نَحوِها يُصبُّ إليه ماءُ المَطرِ في سَواقي تُشَقُّ له، فإذا اجتَمعَ سُقيَ منه، واشتِقاقُه من العاثورِ وهي الساقيةُ التي يَجري فيها الماءُ؛ لأنَّها يَعثُرُ بها مَنْ يَمُرُّ بها، وفي رِوايةٍ لمُسلمٍ (٣): «وفيمَا سُقيَ بالسَّانِيةِ نِصفُ العُشرِ»، والسَّوانِي هي النَّواضِحُ، وهي الإبلُ يُستَقى بها لشُربِ الأرضِ.

وعن مُعاذٍ قالَ: «بعَثَني رَسولُ اللَّهِ إلى اليَمنِ وأمَرَني أَنْ آخُذَ ممَّا سَقَت السَّماءُ وما سُقيَ بَعلًا العُشرَ، وما سُقيَ بالدَّوالِي نِصفَ العُشرِ» (٤).


(١) «المجموع» (٧/ ٢٣)، و «المغني» (٣/ ٤٧٥)، و «البدائع» (٢/ ٥٣٨)، و «الفواكه الدواني» (١/ ٣٢٧).
(٢)
(٣)
(٤) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه النسائي (٢٤٩٠)، وابن ماجه (١٨١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>