للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ أُقسمُ بما في هذا المُصحفِ مِنْ كَلامِ الله تَعالى يَنبَغي أنْ يَكونَ يَمينًا (١).

وقالَ الوَزيرُ ابنُ هُبيرةَ : واختَلفُوا فيما إذا حلَفَ بالمُصحفِ. فقالَ مالكٌ وأَحمدُ: يَنعقِدُ يَمينُه فإنْ حنِثَ فعليه كَفارةٌ وهو مَذهبُ الشافِعيِّ أيضًا.

قالَ الوَزيرُ: وقد نُقلَ في ذلك خِلافٍ لما ذكَرْناه ولكنْ هو ممَّن لا يُعتدُّ بقولِه.

قالَ الوزيرُ: قلتُ: إنَّ مَنْ خالَفَ في هذا فإنَّه لا يُعتدُّ بقولِه؛ لكَونِه أَعلَم أنه ليسَ بقولٍ صَحيحٍ لكنْ لَم أَعلَمْ أنِّي سُبِقتُ إليه حتى رَأيتُ بعدُ في كِتابِ «التمهيد» لابنِ عبدِ البَرِّ هذه المَسألةَ بعَينِها، وقد حَكى فيها أَقوالَ الصَّحابةِ والتابِعينَ واختِلافَهم في قَدرِ الكَفارةِ معَ اتِّفاقِهم على إِيجابِها، ثم قالَ: ولا مُخالِفَ لهذا إلا مَنْ لا يُعتدُّ بقولِه، وذكَرَ كَلامًا كَثيرًا على عادتِه في البَسطِ، وأَشارَ إلى تَوهينِ المُخالِفينَ لذلك بما هو مَسطورٌ في كِتابِه لمَن آثَرَ الوُقوفَ عليه والحَمدُ للهِ على التَّوفيقِ.


(١) «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٧١٣)، و «عمدة القاري» (٢٣/ ١٨٥)، و «شرح صحيح البخاري» (٦/ ١١٩)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٤/ ٢٧٨، ٢٧٩)، و «تفسير القرطبي» (٦/ ٣٥٤)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٢٧٤، ٢٧٥)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٥١)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٤٠٠)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٥٨)، و «المهذب» (٢/ ٣٢٢)، و «روضة الطالبين» (٧/ ١٣٣، ١٣٤)، و «المغني» (٩/ ٣٩٨، ٣٩٩)، و «الكافي» (٤/ ٣٧٩)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣١٠، ٣١١)، و «المبدع» (٩/ ٢٥٩)، و «الإنصاف» (١١/ ٨)، و «كشاف القناع» (٦/ ٢٩٤)، و «منار السبيل» (٣/ ٤١٠، ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>