للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَراهتِه لا يَكونُ بَغيًا؛ لأنه لا تَجبُ طاعتُه في المَكروهِ؛ لأنه مِنْ الإحداثِ في الدِّينِ ما ليسَ منه وهوَ مَردودٌ على صاحِبِه، فإذا أمَرَ النَّاسَ بصلاةِ رَكعَتينِ بعدَ أداءِ فَرضِ الصُّبحِ لم يُتَّبعْ، بخِلافِ غيرِ المَعصيةِ والمَكروهِ فتَجبُ طاعتُه فيهِ كالمُباحِ (١).

وقالَ الشافِعيةُ: الباغي: هوَ المُخالِفُ للإمامِ العَدلِ الخارجُ عن طاعتِهِ بامتِناعِه مِنْ أداءِ واجبٍ عليهِ أو غيرِه (٢).

وقالَ الحَنابلةُ: البُغاةُ: قومٌ مِنْ أهلِ الحَقِّ يَخرجونَ عن قَبضةِ الإمامِ ويَرومونَ خَلْعَه لتأويلٍ سائغٍ وفيهِم منَعةٌ يحتاجُ في كَفِّهم إلى جَمعِ الجَيشِ (٣).

فأهلُ البَغيِ: هم طائِفةٌ مِنْ الناسِ جمَعَتْ بينَ أمورٍ ثَلاثةٍ هي:

١ - التمرُّدُ على سُلطةِ الدَّولةِ بالامتناعِ عن أداءِ الواجِباتِ أو غيرِها، أو العملُ على الإطاحةِ برَئيسِ الدَّولةِ.

٢ - وُجودُ قوَّةٍ وشَوكةٍ يَتمتعُ بها البُغاةُ تُمكِّنُهم مِنْ السيطرةِ.

٣ - الخُروجُ: ويُرادُ بكَلمةِ الخُروجِ ما يُرادفُها اليومَ مِنْ عِباراتٍ مِثلَ: الثَّورةِ المُسلَّحةِ أو الحَربِ الأهليَّةِ أو القتالِ الداخِليِّ أو استعمالِ السِّلاحِ أو استِخدامِ العُنفِ في سَبيلِ الوُصولِ إلى تَحقيقِ الأغراضِ السِّياسيةِ التي حصَلَتِ الثَّورةُ مِنْ أجْلِها.


(١) «المختصر الفقهي» (١٥/ ١٩٧، ١٩٨)، و «شرح مختصر خليل» (٨/ ٦٠)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٦/ ٢٧٦)، و «حاشية الصاوي» (١٠/ ٢٠٢).
(٢) «روضة الطالبين» (٦/ ٤٧٣).
(٣) «المغني» (٩/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>