للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يَكُنْ عُمرُ أيضًا يَعلمُ أنَّ المَرأةَ تَرِثُ من دِيةِ زَوجِها، بل يَرى أنَّ الدِّيةَ للعاقِلةِ، حتى كتَبَ إليه الضَّحاكُ بنُ سُفيانَ الكِلابيُّ وهو أَميرٌ لرَسولِ اللهِ على بَعضِ البَوادي يُخبِرُه: «أنَّ رَسولَ اللهِ ورَّثَ امرَأةَ أَشيَمَ الضِّبابِيِّ من دِيةِ زَوجِها» (١)، فترَكَ رَأيَه لذلك، وقالَ: «لو لم نَسمَعْ بهذا لقَضينَا بخِلافِه».

ولم يَكنْ يَعلمُ حُكمَ المَجوسِ في الجِزيةِ حتى أخبَرَه عبدُ الرَّحمنِ ابنُ عَوفٍ أنَّ رَسولَ اللهِ قالَ: «سُنُّوا بهم سُنةَ أهلِ الكِتابِ» (٢).

ولمَّا قدِمَ عُمرُ سَرْغَ (٣) وبلَغَه: أنَّ الطاعونَ بالشامِ، استَشارَ المُهاجِرينَ الأوَّلينَ الذين معه، ثم الأَنصارَ، ثم مُسلِمةَ الفَتحِ، فأَشارَ كلٌّ


(١) رواه الشافعي في «مسنده» (ص ٢٠٩) مرسلًا.
(٢) رواه مالك في «الموطأ» (٦١٦)، والشافعي في «مسنده» مُرسَلًا، وله طرقٌ مُرسلَةٌ بهذا اللفظ، وروى البخاري (٢٩٨٧)، وغيرُه: عن عُمرَ أنَّه لم يأخُذِ الجِزيةَ من المَجوسِ، حتى شهِدَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ أخَذهَا من مَجوسِ هجَرَ».
(٣) مَوضعٌ في آخِرِ الشامِ وأولِ الحِجازِ بينَ المغيثةِ وتَبوكَ من مَنازلِ حاجِّ الشامِ.
وقيلَ: على ثَلاثَ عَشرةَ مَرحلةً من المَدينةِ النَّبويةِ «معجم البلدان».

<<  <  ج: ص:  >  >>