للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامُ وأهلُه من سَدِّ ثَغرٍ وإعدادِ كُراعٍ أو سِلاحٍ، أو إعطائِه أهلَ البَلاءِ في الإسلامِ نَفلًا عندَ الحَربِ وغيرِ الحَربِ، وهذا قَولُ الشافِعيِّ والحَنابِلةِ في المَذهبِ، وهذا السَّهمُ كانَ لرَسولِ اللهِ من الغَنيمةِ حضَرَ أو لمْ يَحضُرْ، كما أنَّ سَهمَ بَقيةِ أصحابِ الخُمسِ لهم حَضَروا أو لم يَحضُروا.

وعن الإمامِ أحمدَ رِوايةٌ أُخرى: أنَّه يُصرَفُ إلى أهلِ الدِّيوانِ وهُم الذين نَصَبوا أنفُسَهم للقِتالِ وانفَردوا للثُّغورِ وسَدِّها، يُقسَمُ فيهم على قَدْرِ كِفاياتِهم.

الخُمسُ الثانِي: لقَرابةِ النَّبيِّ وآلِ بَيتِه الكِرامِ: وهُم بَنو هاشِمٍ وبَنو المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ دونَ غيرِهم عندَ الشافِعيةِ والحَنابِلةِ، لما ثبَتَ أنَّ النَّبيَّ كانَ يُعطِيهم.

فرَوى جُبَيرُ بنُ مُطعِمٍ قالَ: «لمَّا كانَ يَومُ خَيبَرَ وضَعَ رَسولُ اللَّهِ سَهمَ ذي القُربَى في بَني هَاشمٍ وبَني المطَّلِبِ وترك بَني نَوفَلٍ وبَني عبدِ شَمسٍ، فانطلَقتُ أنا وعُثمانُ بنُ عَفَّانَ حتى أتَينا النَّبيَّ فَقلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، هَؤلَاءِ بَنو هَاشمٍ لا نُنكِرُ فَضلَهم للمَوضِعِ الذي وضَعَك اللهُ به منهم، فما بالُ إخوانِنا بَني المُطَّلِبِ أعطَيتَهم وتَرَكتَنا، وقَرابَتُنا وَاحِدةٌ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ : إنَّا وبَنو المُطَّلِبِ لا نَفتَرِقُ في جَاهلِيةٍ ولا إسلامٍ، وإنَّما نحنُ وهم شَيءٌ واحِدٌ، وشبَّكَ بينَ أصَابعِه» (١) فرَعى لهم النَّبيُّ نُصرَتَهم ومُوافَقتَهم بَني هاشِمٍ.


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (٢٩٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>