للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَقامَ النكاحِ؛ لأنَّ الناكحَ راكِبٌ، وهذا مِنْ لَطيفِ الاستِعارةِ للكِنايةِ (١).

وقيلَ: إنَّما خُصَّ باسم الظِّهارِ تَغليبًا للظَّهرِ؛ لأنه كانَ الأصلَ في استِعمالِهم (٢).

تَعريفُ الظِّهارِ اصطِلاحًا:

قالَ الحَنفيةُ: الظِّهارُ: هو أنْ يُشبِّهَ امرَأتَه أو عُضوًا مِنْ أعضائِها يُعبِّرُ بهِ عن جَميعِها كالرَّأسِ والوَجهِ أو جُزءًا شائِعًا مِنها كالثُّلثِ والرُّبعِ بعُضوٍ لا يَحلُّ النَّظرُ إليهِ كالظَّهرِ والفَخذِ والبَطنِ والفَرجِ مِنْ أعضاءِ مَنْ لا يَحلُّ له نِكاحُها على التَّأبيدِ كأمِّه وبِنتِه وجَدَّتِه وعمَّتِه وخالَتِه وأُختِه وغيرِهنَّ مِنْ المُحرَّماتِ على التأبيدِ؛ لأنَّ الكلَّ كالأمِّ في تأبيدِ الحُرمةِ (٣).

وقالَ المالِكيةُ: الظِّهارُ: هو تَشبيهُ المُسلمِ المُكلَّفِ -ولو سَكرانَ بحَرامٍ- مَنْ تَحِلُّ له مِنْ زَوجةٍ أو أمَةٍ أو جُزأَها -كيَدِها ورِجلِها وشَعرِها- بمُحرَّمةٍ عليهِ أصالةً أو ظَهرِ أجنَبيةٍ في تَمتُّعِه بهمَا (٤).


(١) «تهذيب اللغة» (٦/ ١٣٥، ١٣٦)، و «لسان العرب» (٤/ ٥٢٨)، و «تاج العروس» (١٢/ ٤٩١)، و «المطلع» ص (٣٤٥).
(٢) «شرح فتح القدير» (٤/ ٢٤٥)، و «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٤٦٦).
(٣) «الاختيار» (٣/ ١٩٧، ١٩٨)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٥٢٨)، و «اللباب» (٢/ ١٢١)، و «مختصر الوقاية» (١/ ٤١٥).
(٤) «التاج والإكليل» (٣/ ١٣٨)، و «مواهب الجليل» (٥/ ٣٤١)، و «شرح مختصر خليل» (٤/ ١٠٢، ١٠٣)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٣/ ٣٦٤)، و «تحبير المختصر» (٣/ ٢٦١)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٥/ ٤٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>