للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأنَّ الحَلِفَ بالطَّلاقِ مِنْ بابِ التَّعليقِ على الشَّرطِ، فإذا وُجِدَ الشَّرطُ وُجِدَ المَشروطُ، سَواءٌ كانَ مُختارًا لوُجودِه أو لم يَكنْ، كما لو قالَ: «إنْ قَدِمَ زَيدٌ فأنتِ طالِقٌ».

ولأنَّ هذا يَتعلَّقُ بهِ حَقُّ آدميٍّ، فتَعلَّقَ الحُكمُ بهِ معَ النِّسيانِ كالإتلافِ، ولأنهُ حُكمٌ عُلِّقَ على شَرطٍ، فيُوجَدُ بوجدانِ شَرطِه.

قالَ الإمامُ السُّغْدِيُّ الحنفِيُّ : وأمَّا طلاقُ النَّاسِي فليسَ بطَلاقٍ عندَ الشَّعبيِّ وعَطاءٍ وأبي عَبدِ اللهِ، وهوَ أنْ يَحلِفَ الرَّجلُ بطَلاقِ امرَأتِه أنْ لا يَدخُلَ دارَ فُلانٍ أو لا يَأكلَ مِنْ طَعامِه أو لا يُكلِّمَ فُلانًا ونَحوه ثمَّ نَسِيَ فدخَلَ دارَهُ؛ فإنَّه لا يَحنَثُ ولا تَطلُقُ امرَأتُه، وفي قَولِ أبي حَنيفةَ وأصحابِه يَحنَثُ وتَطلُقُ امرَأتُه (١).

وقالَ ابنُ نُجيمٍ : فلَو طلَّقَ غافِلًا أو ساهِيًا أو مُخطِئًا وقَعَ (٢).


(١) «فتاوى السغدي» (١/ ٣٤٨)، و «الهداية» (٢/ ٧٢)، و «شرح فتح القدير» (٥/ ٦٤، ٦٥)، و «تبيين الحقائق» (٣/ ١٠٩)، و «البحر الرائق» (٤/ ٣٠٤)، و «الأشباه والنظائر» ص (٢٤)، و «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٢٤١، ٢٤٢)، و «شرح صحيح البخاري» (٦/ ١٢٦)، و (٧/ ٤١٥، ٤١٦)، و «شرح السنة» للبغوي (٩/ ٢٢١)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٧٠، ٧١)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٨٥)، و «أسنى المطالب» (٣/ ٣٣٠)، و «المغني» (٩/ ٣٩١، ٤٢٠)، و «إعلام الموقعين» (٤/ ٨٦، ٨٧)، و «الفروع» (٦/ ٣٤٧)، و «المبدع» (٧/ ٣٦٩، ٣٧٠)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣١٨)، و «الإنصاف» (٩/ ١١٤، ١١٦)، و «كشاف القناع» (٥/ ٣٦٣، ٣٦٤)، و «الروض المربع» (٢/ ٤٠٥، ٤٠٦).
(٢) «الأشباه والنظائر» ص (٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>