للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّابِعُ: السَّعيُ بَينَ الصَّفَا والمَروَةِ (١).

ووَاجِباتُهُ سَبْعَةٌ: الإحرَامُ مِنْ المِيقَاتِ (٢). والوقُوفُ إلى الغُرُوبِ (٣) لِمَنْ وَقَفَ نَهَارًا (٤).

(١) قوله: (الرابِعُ: السَّعيُ بينَ الصَّفا والمروَة) «الصفا» مقصور: مبدأُ السَّعي، وهو اسم للمكان المعروف عند باب المسجد الحرام، وهو من جبل أبي قُبيَس، وهو الآن أحدَ عشَرَ درجةً، وفوقَها أزَجٌ [١] كإيوان، وعرضُ فتحةِ هذا الأزج نحو خمسين قَدَمًا. سُئل صاحبُ «الذخيرة»: هل الصفا أفضلُ أو المروة؟ فأجاب بأنَّ الصفا أفضلُ؛ لأن السَّعي منه أربعًا ومنها ثلاثًا، وما كانت العبادةُ فيه أكثر، فهو أفضل. وذُكِّر الصفا؛ لوقوف آدم ، وأُنثت المروة؛ لوقوف حواء عليها. انتهى حفيد وزيادة.

(٢) قوله: (وواجباتُه سبعةٌ: الإحرامُ من المِيقاتِ) أي: واجباتُ الحجِّ سبعةٌ؛ الأولُ: الإحرام من الميقات، كما تقدَّم في باب الإحرام.

(٣) قوله: (والوقوفُ إلى الغُروب) والثاني: الوقوفُ بعرفةَ إلى غُروبِ الشَّمس؛ لحديث: «من أدركَ عرفات بليلٍ، فقد أدركَ الحجَّ» [٢].

(٤) قوله: (لمن وقَفَ نهارًا) ولَم يَقِفْ لَيلًا، فعَلَيه لِعدَمِ وقوفِه ليلًا دَمٌ؛ لتركِه الواجب، بخلاف من وقفَ ليلًا فقط، فلا دم عليه. فعلى الواقف نهارًا الجمعُ بين جزءٍ من النهار وجزءٍ من الليل؛ بدخول الغاية في المُغيَّا. ولو قال: ووقوفُ مَنْ وقفَ نهارًا جزءًا من الليل. لكان أظهر. عثمان وزيادة [٣].


[١] الأَزَجُ: هو بيت يبنى طولًا. «المصباح» (أزج)
[٢] تقدم تخريجه، وانظر «الإرواء» تحت حديث (١٠٦٤)
[٣] «هداية الراغب» (٢/ ٣٩٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>