قال الحارثي: والوصيَّةُ لأهلِ خِطِّه بكسر الخاء، وكثير من أهل العُرف يقولون بالضم يستحقها أهلُ دربِه، وما قارَبَه من الشَّارع يكونُ به؛ لأنه العُرفُ. والوصيَّةُ [١] لأهلِ مَحلَّتِه، كالوصيَّةِ لأهلِ حَارَتِه.
تتمة: أهلُ العِلمِ من اتَّصَفَ به، أي: اشتغَلَ به. وأهلُ القرآن: حَفَظَتُه. ولو وصَّى للمحدِّثِين، فالمُرادُ بهم: كلُّ من اعتَنَى بكتَابَةِ الحَديثِ وسَماعِه، وأخذَهُ عن الرُّواةِ والنَّظرِ في أسانِيدِه، وأسماءِ رجالِه، ومتعلَّقات ذلك. ولا يدخُلُ المقتَصِرُ على حِفظِ مُتونِه، أو مَعرِفَةِ شَيءٍ من أحوالِ رُواتِه، أو السَّماعِ المجرَّدِ، أو مَعرِفَةِ فقهِ الحَديثِ. ولو وصَّى للمُفسِّرينَ، فالمرادُ بهم: العَالِمُون بمعانِي القرآن، ولو وصَّى لأهلِ السنَّة، فالعُرفُ: الاختِصَاصُ بما يتعلَّقُ بمسَائِلِ العقيدَةِ، وهو ما يُعبِّر عنه بعضُهم بمَذهَبِ السَّلف، وهو المُقَابِلُ لمذهَب المُعتَزِلَة ونحوِهم. حفيد. وزيادة.