للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ طَرِيقِ الحُكْمِ وَصِفَتِهِ

إذَا حَضَرَ إلَى الحَاكِمِ خَصْمَانِ (١): فَلَهُ أنْ يَسْكُتَ حَتَّى يَبْتَدِئَا (٢). ولَهُ أَنْ يَقُولَ: أَيُّكُمَا المُدَّعِي (٣)؟.

بابُ طَريقِ الحُكمِ وصِفَتِه

الطريقُ: السبيلُ، يُذكَّر ويؤنَّثُ؛ لقوله تعالى: ﴿ويذهب بطريقتكم المثلى﴾ [طه: ٦٣]. وطريقُ كلِّ شيءٍ: ما تُوصِّلَ به إلى ذَلِكَ الشيءِ. فالطريقُ غيرُ الشيءِ. وهنا طريقُ الحكمِ: دليلُهُ مِنْ الكتابِ والسنَّةِ.

والطريقُ في الُّلغَةِ: ما يُطرقُ بالنِّعالِ، ففيه استعارةٌ مصرحةٌ؛ بأنْ شبَّه الدليلَ الموصلَ للحُكمِ بالطريقِ، والجامعُ بينهُما مطلقُ الوصولِ، واستعارَ لها اسمَه على جهةِ الاستعارةِ المصرحةِ، والقرينةُ إضافةُ الطريقِ للحُكمِ. وصفةُ الحُكمِ كيفيَّتُه، والصفةُ غيرُ الموصوفِ، والكيفيةُ غيرُ المكيفِ، فعطفُها على الطريقِ مغايرٌ؛ إذ الدليلُ غيرُ كيفيةِ الحُكمِ.

(١) قوله: (إذَا حَضَرَ إلَى الحَاكِمِ) أي: القَاضِي (خَصْمَانِ … إلخ) أجلسهُما ندبًا بينَ يدَيه، ولا يقولُ لأحدِهما: تكلَّم؛ لأنَّ في إفرادِه بذَلِكَ تفضيلًا له، وتَرْكًا للإنصَاف. ح ف وزيادة.

(٢) قوله: (حَتَّى يَبْتَدِئَا) أي: حتَّى تكونَ البداءةُ من جهةِ الخصمينِ. م ص [١].

(٣) قوله: (ولَهُ أَنْ يَقُولَ أَيُّكُمَا المُدَّعِي) لأنه لا تخصيصَ لأحدهِما، وقُدِّمَ من سَبَقَ منهُما بالدَّعوى.


[١] «كشاف القناع» (١٥/ ١١٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>