للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ مِيرَاثِ المَفقُودِ

مَنِ انقَطَعَ خَبرُهُ؛ لِغَيبَةٍ ظَاهِرُهَا السَّلامَةُ (١)، كالأَسْرِ، والخُرُوجِ للتِّجَارَةِ، والسِّياحَةِ، وطَلَبِ العِلمِ: انتُظِرَ تَتِمَّةَ تِسعِينَ سَنَةً مُنذُ وُلِدَ (٢). فإنْ فُقِدَ ابنَ تِسعِينَ: اجتَهَدَ الحَاكِمُ (٣).

وإنْ كانَ ظَاهِرَهَا الهَلاكُ (٤)،

بَابُ مِيرَاثِ المَفقُودِ

مِنْ فَقَدَ الشيء فَقدًا وفُقدَانًا، بكسر الفاء وضمها. والفَقْدُ: أن تطلُبَ الشيءَ فلا تَجِدُه. والمرادُ هنا: من لا تُعلَمُ له حَياةٌ ولا مَوتٌ؛ لانقطَاعِ خَبرِهِ.

وهو قِسمَان؛ أشارَ إلى الأول بقولِه: (مَنِ انقَطَعَ خَبرُهُ) «من» اسمُ شَرطٍ جازِمٍ. وجملةُ: «انقطَعَ خبرُه» في مَحَلِّ جَزْمٍ فِعلُ الشَّرطِ.

(١) قوله: (ظاهِرُهَا السَّلامةُ): أي: بقاءُ حياتِه.

(٢) قوله: (انتُظِرَ تتمَّةَ تِسعِينَ سَنَةً مُنذُ وُلِدَ): جوابُ الشَّرطِ. لأنَّ الغالِبَ أنه لا يعيشُ أكثَرَ من هذا.

(٣) قوله: (اجتَهَدَ الحَاكِمُ): في تقديرِ مُدَّةِ انتظَارِه. م ص [١].

(٤) قوله: (وإنْ كانَ ظَاهِرَهَا الهَلاكُ): أي: والقسمُ الثاني: مَنِ انقَطَعَ خبرُهُ لغَيبةٍ ظاهِرُها الهلاكُ. فقوله: «ظاهرها الهلاك». صفةٌ لموصُوفٍ محذُوفٍ.


[١] «دقائق أولي النهي» (٤/ ٦١٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>