للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ قِتَالِ البُغَاةِ

وهُمُ: الخَارِجُونَ علَى الإمَامِ (١). بتَأْوِيلٍ سَائِغٍ (٢). ولَهُمْ شَوْكَةٌ (٣).

بابُ قِتَالِ البُغاةِ

والبَغْيُ مصدرُ بغَى يبغِي، إذا اعتدَى. والمرادُ هنا: الظلمةُ الخارجِونَ عن طاعةِ الإمامِ، المُعْتَدونَ عليه.

وهو: الجَوْرُ والظلمُ والعدولُ عن الحقِّ. وسُمُّوا بغاةً؛ لعدولِهِم عن الحقِّ وما عليه أئمةُ المسلمينَ. م ص [١].

(١) قوله: (وَهُمْ الخارِجُونَ عَلَى الإمَامِ) ولو غيرَ عَدْلٍ. قالَ الموفّقُ: وتجبُ الطاعةُ لأئمةِ المسلمينَ، وأمراءِ المؤمنينَ، ما لم يَأمُرُوا بمعصيةٍ. وفي «النهايةِ»: يَحرُمُ الخروجُ علَى الإمامِ وإنْ كانَ فاسقًا، بلْ نُصلِّي خلفَه، ونحجُّ ونَغزُو معَه، ونُعطِيه الزكاةَ والعُشْرَ والخراجَ، ونحوَ ذلكَ. وندعُو له، وله أخْذُ الجزيةِ والفَيءِ، وغيرِ ذلكَ من الحقوقِ التي لبيتِ المالِ. ونصَّ عليه الإمامُ أحمدُ في روايةِ ابنِ عَبدوسٍ؛ خلافًا لابنِ عَقِيلٍ. ح ف.

(٢) قوله: (بِتَأْوِيلٍ سَائِغٍ) أي: سواءٌ كانَ صوابًا أو خطأً، كَمَا لَو ادَّعَوا أنَّه مُضيِّعٌ لحقوقِ اللهِ تعالَى، وأنَّه يَظلِمُ الناسَ، بخلافِ ما لَو ادَّعَوا أنَّ [٢] الخارِجَ أحقُّ بالإمامةِ منه. ح ف.

(٣) قوله: (وَلَهُمْ شَوْكَةٌ) ولَو لم يكُنْ فيهم مطاعٌ. أي: ولو لم يَكُنْ فيهم كبيرٌ


[١] «كشاف القناع» (١٤/ ٢٠١)، «دقائق أولي النهى» (٦/ ٢٧٣)
[٢] في النسختين: «أنه»

<<  <  ج: ص:  >  >>