للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كِتْابُ العِدَّةِ

وهِي: تَربُّصُ مَنْ فَارَقَتْ زَوْجَهَا بِوَفَاةٍ، أو حَيَاةٍ (١).

كِتابُ العِدَّةِ

بكَسر العينِ، وهي: تربُّصٌ محدُودٌ شرعًا، مأخوذَةٌ من العَدَدِ؛ لأنَّ أزمنةَ العدَّةِ محصُورةٌ مقدَّرَةٌ بعَددِ الأزمانِ والأحوالِ، كالحِيَضِ والأشهُرِ.

والعدَّةُ على أربَعةِ أقسامٍ: معنىً مَحضٌ، وتعبُّدٌ محضٌ، ويَجتَمعُ الأمرانِ والمعَنَى أغلبُ، ويجتَمعُ الأمرانِ والتعبدُ أغلبُ.

فالأول: عِدَّةُ الحَامِلِ.

والثاني: عِدَّةُ المُتوفَّى عَنها زوجُها التي لم يَدخُل بها، وفي التي وقعَ الطلاقُ عليها بيقينِ براءةِ الرحمِ، وفي مَوطُوءَةِ الصَّبيِّ التي يُقطَع بأنَّه لا يُولدُ لمثلِه، وفي الصَّغِيرةِ التي لا تَحبِلُ قَطعًا.

والثالِثُ: عِدَّةُ المَوطُوءةِ التي يُمكِنُ حبلُها ممَّن يولدُ لمثلِه، سواءٌ كانَت ذاتَ أقراءٍ أو أشهُرٍ، فإنَّ معنَى براءَةِ الرحمِ أغلبُ من التعبُّدِ بالعَددِ المعتَبرِ؛ لغَلبَةِ ظنِّ البراءةِ.

والرابِعُ: كما في عدَّةِ الوَفاةِ للمدخُولِ بها التي يُمكِنُ حملُها، وتَمضي أقراؤها في أثناءِ الشَّهرِ، فإن العددَ الخاصَّ أغلبُ من براءةِ الرحمِ بمضيِّ تلكَ الأقراءِ. فتوحي. عثمان [١].

(١) قوله: (وهِيَ تربُّصُ مَنْ .. إلخ) أي: ومعنَى العِدَّةِ شَرعًا: تربُّصُ مَنْ


[١] «حاشية المنتهى» (٤/ ٣٩١)

<<  <  ج: ص:  >  >>