الإضافةُ على نوعين؛ إضافة تعريف، وإضافة تقييد. فكلُّ ما كانت الماهيةُ كاملةً فيه تكونُ إضافتُه للتعريفِ، وما كانت الماهيةُ ناقصةً، فإضافته للتقييد. نظيرُ الأول: ماءُ البئر، وصلاةُ الكسوفِ. ونظيرُ الثاني: ماءُ الباقلاءِ، وصلاةُ الجنازةِ.
وهو من قبيل إضافةِ الشيءِ إلى سببه؛ لأن سببَها الكسوفُ.
ثم إنَّ الكسُوفَ والخُسوفَ بمعنى واحد. يقال: كسَفَت الشمس، بضم الكاف وفتحها، وكذا: خسَفَت. وقيل: الكسوفُ للشمس، والخسوفُ للقمر. وقيل: الكسوفُ لذهاب ضَوئهِ، والخسوفُ لذهابِ كلِّه. صوالحي وزيادة [١].
(١) قوله: (وهي سُنَّةٌ) مؤكدةٌ؛ جماعةً وفُرادى. وإنِّما سُنت الصلاةُ لها؛ لأن الساعةَ تقومُ والشمسُ والقمرُ كاسِفان، فأُمِرَ بالصلاة؛ خوفًا من أن يكونَ الكسوفُ لذلك.
والحكمةُ في كُسوف الشمسِ والقمرِ دونَ غيرِهما من الكواكب: التكبيتُ، والتقريعُ لمن يعبدُهما؛ لأنَّهما لو كانا إلهين لدفعا عن نفسِهما هذا النَّقص. ح ف.