للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحمدُ للَّه الذي وفَّق لفَهم قواعد الدِّين من أراد، واستنبطَ بَزكيِّ أفكارِه فروعَها على أتمِّ مُراد، واستخرج من بحر معانيها الدرَّ الفريدَ، وبنَى مسائلَها على أصلٍ مشيدٍ، فنتج عِقدٌ من هذا النِّظام؛ دليلًا لمن طلب التفقه في الدين ورام، فهو في عذوبَةِ لفظِه رَوضٌ فائق، وسهولةِ مأخذه منهلٌ رائق، قد ظهر ثمرُ معانيه من أكمامه، لمن قصدَ قطفَها من أغصانه.

والصلاة والسلام على بهجة الوجود، المستَمد منه كل موجود [١]، سيدنا محمد المبعوثِ هداية للعالمين، وعلى آله وأصحابه، صلاةً وسلامًا متلازمين إلى يوم الدين.

أما بعدُ: فلما وفَّق اللَّه الفقيرَ للاشتغال بمطالعة هذا العِقدِ النَّضير، على شيخي ووالدي الناقد البصير، المحفوف بلطف ربه العليّ، أحمد بن عوض بن محمد المقدسيّ الحنبليّ، وجدت من خطِّه على هامش نُسخته بعضَ فوائد يُهتدى بها لحلِّ خافيه من الفرائد، تذكرتُ أن من عادة الأصاغر التشبُّث بأذيال الأكابر، فجمعتُها لتكون مرغبةً فيه للناظر، وإن كنت في


[١] لا يخفى ما في هذه العبارة من الغلو المفرط في مقام النبي ، فالمستمد منه كل موجود هو اللَّه وحده لا شريك له.
قال الشيخ تقي الدين في ذم أولئك الغلاة ووصف حالهم: حتى قد يقولون في محمد من جنس قول النصارى في المسيح، حتى قد يجعلون مدد العالم منه، ويروون في ذلك أحاديث وكلها كذب. انتهى «الجواب الصحيح» (٣/ ٣٨٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>