للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كِتَابُ الأَيمَانِ

لا تَنْعَقِدُ اليَمِينُ: إِلَّا: باللَّهِ تَعالَى. أوْ: اسْمٍ مِنْ أسْمَائِهِ (١).

كِتابُ الأيمانِ

جمعُ يمينٍ، وهو الحلفُ، والقسمُ، بفتح القاف والسين المهملة. فاليمين: توكيدُ الحكمِ المحلوفِ عليه بذكرِ معظمٍ، على وجهٍ مَخصُوصٍ. وأصلُها: يمين؛ اليدُ المعروفةُ ضِدُّ اليسارِ، وسُمي بها الحلفُ؛ لأنَّ الحالفَ يُعطي يمينَه فيه، كما في العهدِ والمعاهدةِ.

قوله: (الأَيْمَانِ) منها ما يجبُ، وهي التي يُنجِي بها إنسانٌ معصُومًا من هلكةٍ. ومنها مندوبٌ، وهو اليمينُ التي يتعلقُ بها مصلحةٌ، من إصلاح بينَ متخاصمَين، أو إزالةِ حقدٍ من قلبِ مسلمٍ على الحالفِ وغيرِه. ومنها مباحٌ، مثل الحلفِ على فعل مُباحٍ أو تركهِ، والحلفُ على الخيرِ بشيء هو فيه صادقٌ، أو يظنُّ أنه فيه صادق. ومنها مكرُوه، مثل الحلفِ على فعلِ مكروهٍ، أو تركِ مندوبٍ. ومنها محرمٌ، وهو الحلفُ الكاذبُ. وأما الحلفُ على فعلِ طاعةٍ أو تركِ معصيةٍ، ففيه وجهان: الندبُ، وهو قولُ أصحابنا وأصحابِ الشافعي. والثاني: ليس بمندُوبٍ. قال ذلك في «شرح المقنع» ابنُ قندس. انتهى. فتوحي.

(١) قوله: (لا تَنْعَقِدُ اليَمِينُ إِلَّا باللَّهِ تَعالَى … إلخ) واليمينُ المنعقدةُ هي التي يمكنُ فيها البرُّ والحنثُ، يعني: أن اليمينَ الموجبةَ للكفارةِ بشرطِ الحنثِ هي: اليمينُ التي باسم اللَّه تعالى، الذي لا يُسمى به غيرُه، كقولِه: واللهِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>