للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كِتَابُ الصَّلاةِ

كتابُ الصلاة

وهي صلةٌ بين العبدِ وربِّه تعالى، وجامعة لأنواعِ العبادات النفسانية والبدنية؛ من الطهارةِ، وسترِ العورةِ، وصرفِ البالِ فيها، والتوجُّه إلى الكعبة، والعكوفِ للعبادة، وإظهارِ الخشوع بالجوارح، وإخلاص النية بالقلب، ومجاهدة الشيطان، ومناجاة الحق سبحانه، وقراءة القرآن، والنطق بالشهادتين.

وشُرع فيها المناجاةُ، سرًّا وجهرًا، فيجمع العبدُ ذكرَ السرِّ وذكرَ العلانيةِ، فالمصلِّي في صلاته يذكرُ اللَّهَ سبحانه في ملأ الملائكةِ، ومن حضَرَ من الموجودات السامعين، وهو ما يجهرُ به من القراءةِ فيها، قال اللَّه سبحانه في الحديث الثابت: «عبدي إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسِي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير» [١]. وقد يريدُ بذلك الملائكةَ المقرَّبين، والكروبيين [٢]، الذِينَ اختصهم لحضرته؛ فلهذا القصد شُرعَ لهم في الصلاة الجهرُ بالقراءةِ، والسرُّ.

وهي في اللغة: الدعاءُ، قال اللَّه تعالى: ﴿وصل عليهم﴾ [التّوبَة: ١٠٣]. أي: ادعُ لهم.

وشرعًا: أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ، مفتتحةٌ بالتكبير، مختتمةٌ بالتسليم.


[١] أخرجه البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥) من حديث أبي هريرة
[٢] لا دليل صحيح يدل على هذا الاسم للملائكة. واللَّه أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>