للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

وسُنَّ: أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ إِذَا فَرَغَ (١). ويَقولَ: «الحَمْدُ للَّهِ (٢) الذِي أطْعَمَنِي هَذَا الطَّعَامَ، ورَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ». ويَدْعُوَ لِصَاحِبِ الطَّعَامِ (٣). ويُفْضِلَ مِنهُ شَيئًا، لا سِيَّمَا إنْ كانَ مِمَّنْ يُتَبَرَّكُ بفَضْلَتِهِ (٤).

فَصْلٌ

(١) قوله: (وسُنَّ أن يحمَدَ اللهَ إذا فَرغَ) من أكلِه أو شربِه؛ لحديث: «إن اللَّه ليَرضَى من العبدِ يأكلُ الأكلَةَ أو يشربُ الشربةَ، فيحمدَه عليها». رواه مسلم [١]. م ص [٢].

(٢) قوله: (ويقولَ: الحمَدُ للهِ .. إلخ) أي: وسُنَّ أن يقولَ: الحمدُ للهِ .. إلخ؛ لحديث معاذ بن أنس الجُهني مرفوعًا: «من أكلَ طعامًا، فقال: الحمدُ للهِ الذي أطعمَني هذا ورزقَنيهِ من غيرِ حَولٍ منِّي ولا قوةٍ، غُفرَ له ما تقدَّم من ذنبِه». رواه ابن ماجه [٣]. م ص [٤].

(٣) قوله: (ويَدعو لصَاحِب الطَّعامِ) بأن يقولَ: اللهم اخلُف على باذِليه، وهنِّئ آكليه، واجعَل البركَةَ فيه. ونحو ذلك.

(٤) قوله: (لا سِيَّما إنْ كانَ ممَّن يُتبرَّكُ بفَضلتِه) [٥] يدفع بذلِكَ التعارضَ بينَ


[١] أخرجه مسلم (٢٧٣٤/ ٨٩) من حديث أنس
[٢] «دقائق أولي النهى» (٥/ ٢٩٤، ٢٩٥)
[٣] أخرجه ابن ماجه (٣٢٨٥). وحسنه الألباني في «الإرواء» (١٩٨٩)
[٤] «دقائق أولي النهى» (٥/ ٢٩٥)
[٥] التبرك بالآثار إنما كان يفعله الصحابة رضوان اللَّه عليهم مع النبي خاصَّةً، ولم يكونوا = = يفعلونه مع بعضهم ببعض، ولم يفعله التابعون مع الصحابة. قال ابن رجب في «الحِكم الجديرة بالإذاعة» (ص ٢٤): فدل على أن هذا لا يفعل إلا مع النبي مثل التبرك بوضوئه، وفضلاته، وشعره، وشرب فضل شرابه وطعامه. وفي الجملة: فهذه الأشياء فتنة للمعظِّم والمعظَّم لما يخشى عليه من الغلو المدخل في البدعة

<<  <  ج: ص:  >  >>