وهو لغةً: المنعُ، مأخوذٌ من الحِجَابِ، ومنه الحَاجِبُ؛ لأنَّه يمنَعُ من أرادَ الدُّخُولَ. واصطلاحًا: هو منعُ من قَامَ به سَببُ الإرثِ بالكُليَّةِ، أو مِنْ أوفَرِ حَظَّيهِ.
والحَجبُ ضَربَان: حَجْبُ نُقصَان، كَحَجْبِ الزَّوجِ مِنَ النِّصفِ إلى الرُّبعِ، والزوجَةِ مِنَ الرُّبعِ إلى الثُّمُنِ، ونحوِه ممَّا تقدَّم. وحَجبُ حِرمَان، وهو نَوعان: أحدُهما: بالمَوانِع الآتية. والثَّانِي: حَجبٌ بالشَّخْصِ، وهو المُرادُ هُنا. وهو بابٌ عَظيمٌ في الفَرائِض. قال بعضُهم: حَرامٌ على مَنْ لا يَعرِفِ الحَجْبَ أنْ يُفتِيَ في الفَرائِضِ.
فائدة: اصطَلَح الفرضيُّونَ في التَّعبيرِ على أنَّ المحجُوبَ بالشَّخصِ يُقَالُ فيه: مَحجُوبٌ، ولا يُقَالُ: ممنُوع، وإنْ صَحَّ ذلِك. ويُقالُ في المَحجُوبِ بالوَصفِ: ممنُوعٌ، ولا يُقالُ: محجُوبٌ، وإنْ صَحَّ ذلِكَ اصطِلاحًا لا غَير. الوالد.
(١) قوله: (اعلَم أنَّ الحَجْبَ بالوَصْفِ): وهي المَوانِعُ السَّابِقَةُ.
يُحتَملُ أنْ يكونَ الشَّيخُ إنَّما خاطَبَ نفسَهُ، ويُحتَملُ أن يكونَ خاطَبَ غَيرَه. فإن كان خِطابُه لنَفسِه، ما مَعنَى «اعلم»؟ معناه: اعلَم يا نَفسُ وتيقَّنْ،