للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهوَ مِنْ الفَائِزِين (١)، صلى اللَّه وسلَّم علَيهِ (٢) وعلى جَميعِ الأنبيَاءِ

(١) قوله: (فهو من الفائزين) أي: الناجين الظافرين. هذا نتيجة ما قبله، وفيه من المُحسِّنات اللَّفظية: ردُّ الصَّدرِ على العجْز؛ بأن يأتي بما يوافق الصدر، وهو كما في «التلخيص»: إذا كان في النثر؛ أن يجعل أحد اللفظين المكررين أعني المتفقين في اللفظ والمعنى في أوَّل الفِقرَةِ، واللفظ الآخر في آخر الفِقرَةِ، نحو: ﴿وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه﴾ [الأحزَاب: ٣٧].

(٢) قوله: أي: ارحمه رحمة تليق بجنابه الشريف، ومقامه المُنيف؛ زيادةً في شرفه؛ إذ الكاملُ يقبل الترقِّي في غايات الكمال، فلا ينافي أنه أُفرغت عليه سائرُ الكمالات، فالجملة إنشائية معنًى، خبرية لفظًا؛ لأنَّ القصد بها إيجادُ الصلاة.

وتكره الرحمةُ في حقِّه، وإن كانت بمعنى الصلاة، فلا يجوز إذا ذُكِر النبيُّ أن يقال: . لأن لفظ الرَّحمة صار شعارًا لغير الأنبياء والملائكة ممَّن شأنُه أن يرتكب الذنوب. فلا يقال: لِمَ جازت الصلاةُ دون الرحمة مع أنهما بمعنًى واحد؟

وما فعل المصنف من الجمع بين الصلاة والسلام، أولى من إفراد أحدِهما عن الآخر، وإن جاز عندنا من غير كراهة. قال ابن الجوزي: إن الجمع بين الصلاة والسلام هو الأولى، ولو اقتصر على أحدهما جاز من غير كراهة، فقد جرى على ذلك جماعة من السلف والخلف، منهم الإمام مسلم في أول صحيحه، والإمام أبو قاسم الشاطبي في قصيدتيه؛ الرائية واللامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>