للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا (١) عَبدُهُ (٢) ورَسُولُهُ (٣)،

(١) قوله: (وأشهدُ أنَّ محمَّدًا) علمٌ على نبيِّنا ، منقولٌ من اسم مفعولِ الفعل المضعَّف، أي: المكرر العين، وهو حمَّد، بالتشديد. وهذا في اصطلاح علماء الصرف بأنَّ المضعَّفَ المشدَّدُ. وفي اللغة: ما كان عينُه ولامُه من جنسٍ واحدٍ. «وأشهدُ»: فعل وفاعل. وجملة: «أن محمدًا .. إلخ». في محل نصب مفعول أشهد.

(٢) قوله: (عبدُه) خبر أنَّ، وكذا قوله: «ورسوله». و «المبين» و «الفائز»: خبر بعد خبر. قال ابن مالك: وأخبروا باثنين أو بأكثرَ .. إلخ.

وعبد: من الصفات التي غَلبت عليها الاسميَّةُ؛ من العبوديَّة، التي هي: تركُ الاختيار، والثقةُ بالفاعل المُختار، والتسليمُ لأمر الواحد القهار، وعدمُ منازعة الأقدار، حتى لا يبقى له مع اللَّه مرادٌ إلا ما أراد. وإنما وصفَه بالعبودية؛ لأنها أكملُ المقامات السَّنيَّة، وأجملُ المراتب المَرضيَّة، كيف لا وقد وُصِف بها في أشرف المواطن العليَّة.

وقال العلامة الحلبيُّ: وقد حُقق أن عبوديةَ الرسولِ أكملُ من رسالته؛ لكونها انصرافًا من الخلق إلى الحقِّ، والرسالة بالعكس؛ ولأن العبدَ تكفَّل مولاهُ بإصلاحِ [١] شأنه، والرسول تكفَّل بإصلاح شأنِ الأمة، وكم بينهما؟! انظر: ابن حجر على «الأربعين» في هذا الموطن.

(٣) قوله: (ورسولُه) هو على المشهور: إنسان أُوحي إليه بشرعٍ وأُمر بتبليغه، أَخصُّ من النبيِّ.


[١] في الأصل: «باصطلاح»

<<  <  ج: ص:  >  >>