قيل: من النَّفخةِ الأولى. وقيل: من الثانية. وآخِرُه قيل: إلى دخول الجنة والنار. وقيل: إلى ما لا نهاية له.
وأضافَ اسمَ الفاعل إلى الظَّرف؛ إجراءً له مجرى المفعول به على الاتِّساع، كقولهم: يا سارقَ الليلةَ أهلَ الدَّارِ. ومعناه: ملكُ الأمورِ يومَ الدين. على طريقة: ﴿ونادى أصحاب الجنة﴾ [الأعرَاف: ٤٤] أو: له الملك في هذا اليوم على وجه الاستمرار؛ لتكون الإضافة حقيقية معدة؛ لوقوعه صفة للمعرفة.
وقيل: الدِّين: الشريعة. وقيل: الطاعة. والمعنى: يومُ جزاء الدِّين. وتخصيص اليوم بالإضافة؛ إما لتعظيمه، أو لتفرُّده تعالى بنفوذ الأمر فيه.
وإجراءُ هذه الأوصاف على اللَّه تعالى من كونه موجدًا للعالمين، ربًّا لهم، منعمًا عليهم بالنعم كلِّها، ظاهرها وباطنها، عاجلها وآجلها، مالكًا لأمورهم يوم الثواب والعقاب؛ للدلالة على أنه الحقيقيُّ بالحمد، لا أحدَ أحقَّ به منه، بل لا يستحقُّه على الحقيقةِ سِواه، فإنَّ ترتُّبَ الحُكمِ على الوصف يُشعرُ بعليته له، فالحمدُ حينئذ واجبٌ؛ لوقوعه في مقابلة نعمة، وللإشعار من طريق المفهوم على أنَّ من لم يتَّصف بتلك الأوصاف لا يستأهل لأنْ يُحمد، فضلًا عن أن يُعبد، ليكون دليلًا على ما بعده. فالوصف الأول أعنى: رب العالمين لبيان ما هو المُوجبُ للحمد، وهو الإيجادُ والتربيةُ. والثاني: وهو مالك يوم الدين؛ لتحقيق الاختصاص، فإنه ممَّا لا يقبل الشركة فيه بوجه ما، وتضمين الوعد للحامدين والوعيد للمعرضين.