للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَهَذَا (١)، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ (٢).

(١) قوله: (لَهَذَا) التأليفِ.

(٢) قوله: (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) يعني: وما كنَّا نترشدُ لذَلِكَ العملِ الذي هذا ثوابُه، لولا أن أرشَدَنا اللَّه إليه، ووفَّقنا بفضلِه ومنِّه وكرمِه. وفي الآية دليلٌ على أنَّ المُهتدي مَنْ هدَاه اللَّه، ومن لَم يَهدِ اللَّهُ فليسَ بمهتدٍ. انتهى. ابن الخازن [١].

هذا وإنما ختمَ الشيخُ كتابَه بهذه الصيغةِ؛ لأنها أفضلُ صيغِ الحمد [٢]، لكنْ لم يأتِ بلفظِ الآية؛ لِقَصدِ الاقتباسِ، وهو من أنواعِ البديعِ، ولا يضرُّ التغيرُ اليسيرُ في الاقتباسِ، ومراعاةً للسجعِ، وهو أن يُضَمِّنَ الكلامَ- النَّثرَ أو النَّظمَ- شَيئًا من القُرآنِ أو الحديثِ على وجهٍ لا إشعارَ فيه أنَّهُ مِنْ القُرآن أو الحَديثِ؛ بأن لا يقول: قال اللَّه، أو النبيُّ. وليسَ هذا من بابِ نقلِ القُرآنِ أو الحديثِ بالمعنَى؛ لأنه لم يقلُ: قال اللَّه، أو النبيُّ ما معناهُ كذا وكذا.

ويجوزُ هذا الاقتباسُ في الوعظِ، والزهدِ، والاحتجاجِ، ومدحِ النبي . وقال ابنُ عقيل: لا بأسَ بتضمينِ القرآنِ لمقاصدَ هي مقصودةٌ، كما يُضمنُ في الرسائلِ الآياتُ إلى الكفَّارِ؛ مقتضيةً إلى الدعايةِ، وتضمينُه الشعرَ؛ لصحة القصدِ وسلامةِ الوضعِ. وأما تضمينُه لغيرِ ذَلِكَ، فظاهرُ كلامِ ابنِ القيم: التحريمُ. قاله الدنوشري.

والنهيُ الواردُ فيه عن الإمامِ مالكٍ محمولٌ على نحوِ ما كَتبَ بعضُ الأمراءِ


[١] «تفسير الخازن» (٢/ ٢٣٠)
[٢] في الأصل: «الجمع»

<<  <  ج: ص:  >  >>