للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَلَه الحَمْدُ حَتَّى يَرْضَى (١)، وَلَهُ الحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ (٢)، وفي جَمِيعِ الأحْوَالِ.

إلى عمَّالِه: ﴿إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم﴾، وعلى نحوِ قولِ الشاعر:

أوحَى إلى عُشَّاقه طرفَهُ … هيهاتَ هيهاتَ لِمَا توعدُون [١]

بل هذا النوعُ يجرُّ إلى الكُفرِ، كما قالَه الدمامينيُّ في «شرح الخزرجية» وإلا فهو على غيرِ هذا الوجه جائزٌ عندَ الأئمةِ الأربعةِ، نفعنا اللَّه بهم.

وفيه براعةُ الخِتام، وهي سهولةُ اللفظِ، وحسنُ السَّبكِ، بحيثُ يرتسمُ في النفسِ، ويتلقَّاه السمعُ، ويستلذُّه وضوحُ المعنى، وتجنبُ الحشوِ، وتناسبُ المعانِي. ويُسمَّى أيضًا حُسنَ الابتداء، وقد انتزعوا من هذا براعةَ الاستهلال.

(١) قوله: (فَلَه الحَمْدُ حَتَّى يَرْضَى) أي: الحمدُ لرضائِه. ف «حتَّى» تعليليةٌ، الذي وفَّقنا وأرشَدَنا لهذا التأليفِ المثابِ عليه دُخول الجنةِ.

(٢) قوله: (وَلَهُ الحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ) أشار بهذا إلى الحمدِ المطلقِ المشارِ به في حديثِ عقبةَ بن عامرٍ: «إنَّ أوَّلَ مَنْ يدخُلُ الجنةَ الحمّادُونَ للَّه تعالى على كلِّ حالٍ، يُعقدُ لهم يومَ القيامةِ لواءٌ، فيدخُلونَ» [٢].

تم هذا التعليق الشريف، البديع المنيف، بعون اللَّه وحسن توفيقه، والهداية


[١] انظر «خزانة الأدب» (٢/ ٤٥٥)
[٢] أخرجه ابن المقرئ في «معجمه» (٤٤٠) بنحوه. وأخرجه البزار (٥٠٢٨)، والطبراني في «الدعاء» (١٧٦٨) من حديث ابن عباس. وانظر «الضعيفة» (٦٣٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>