للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَلَى أهْلِ طَاعَتِكَ أجْمَعِينَ (١)، مِنْ أهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِينَ، كُلَّمَا ذَكَرَه الذَّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الغَافِلُونَ.

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا (٢)

ومعنى تصلِّي عليه: تستغفرُ له، وتدعُو. وفي روايةٍ أُخرى: «تستغفر له». وهي التي في «الشفا» وغيرِه، فكأنَّ هذه الرواية تفسيرٌ لهذه، وردًّا للحديثِ الوارِد بالنهي عن الصلاة على النبي في آخر الكتابِ، ولم يُعرِّج عليه العلماءُ، كما نصَّ عليه شارحُ «دلائل الخيرات».

(١) قوله: (وَعَلَى أهْلِ طَاعَتِكَ … إلخ) أي: الممتثلينَ لأوامِرك ونواهيكَ، القائمينَ بها، والمتأهلين لها بتأهيل اللَّه ﷿.

(٢) قوله: (الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا) أي: دلَّنا. قال الخازنُ: يعني أنَّ المؤمنينَ إذا دخلُوا الجنةَ قالوا: الحمدُ للَّه الذي وفَّقنا وأرشَدَنا للعملِ الذي هذا ثوابُه، وتفضَّل علينا؛ رحمةً منه وإحسانًا، فله الحمدُ على ذَلِكَ، وصرفَ عنا عذابَ جهنمَ بفضلهِ وكرمِه.

قال رسول اللَّه : «إنَّ اللَّه تعالى إذا خلَقَ الرجلَ للجنَّة، استعملَه بعملِ أهلِ الجنةِ حتَّى يموتَ على عملٍ مِنْ أعمالِ أهل الجنة، فيدخلَ به الجنةَ، وإذا خَلَقَ العَبدَ للنَّارِ، استعملَه بعملِ أهلِ النارِ حتَّى يموتَ على عملٍ مِنْ أعمالِ أهلِ النارِ، فيدخلَ به النارَ». قال الحاكم [١]: هذا حديثٌ على شرطِ مسلمٍ، وهو معنى قوله : «كُلٌّ ميسرٌ لِمَا خُلِقَ له» [٢].


[١] أخرجه الحاكم (١/ ٢٧، ٢/ ٣٢٤ - ٣٢٥، ٥٤٤) من حديث عمر. وهو في مسند أحمد (١/ ٣٩٩ - ٤٠٠) (٣١١). وضعفه الألباني في «الضعيفة» (٣٠٧١)
[٢] أخرجه البخاري (٤٩٤٩)، ومسلم (٢٦٤٧) من حديث علي

<<  <  ج: ص:  >  >>