للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا النَّجَاسَةُ: بالنَّارِ (١). وتَطهُرُ الخَمرَةُ بإنائِها (٢): إنْ انقَلَبَت خَلًّا بنَفسِها (٣).

ولأنه محلٌّ نجُس، فلم يطهر بغير الغَسل، كالثياب. م ص [١]

(١) قوله: (ولا النجاسةُ بالنار) أي: ولا تطهر النجاسة بالنار، فرمادُها، ودخانُها، وبخارُها، وغبارُها، نجسٌ.

ولا تطهر النجاسة بالاستحالة، كالدود المتولِّد من النجاسة، وصراصير الكنيف، ونحوه؛ خلافًا للشيخ؛ إلا علقةً يُخلَقُ منها حيوانٌ طاهر، فتطهر بذلك. صوالحي وزيادة [٢].

(٢) قوله: (وتطهُر الخمرةُ بإنائها) فيطهر بطهارتها؛ لأنَّ من لازم طَهارَتِها الحُكمَ بطَهارَته، حتى ما لم يُلاقِ الخَلَّ مما فوقه، مما أصابه الخمرُ في غليانه، كمحتَفَرٍ من أرضٍ طَهُرَ ماؤه بمكثٍ، أو بإضافة، أو زوالِ تغيُّره بنفسه، فيطهر هو ومحلُّه؛ تبعًا له. ويدخل في ذلك ما بني في الأرض من الصهاريج [٣]، والبحرات. م ص [٤] وزيادة.

(٣) قوله: (إنْ انقلبت خَلًّا بنفسِها) شرطٌ في تطهير الخمرة مع إنائها. أو بنقلها من غير قصد تخليلها مِنْ دنٍّ إلى دَنٍّ، أو من موضع إلى آخر. يحترز بذلك عن قَصدِ تخليلها، فإنها لا تطهر؛ لخبر النهي عن تخليلها [٥]. م ص [٦] وزيادة.


[١] «دقائق أولي النهى» (١/ ٢٠٩)
[٢] «مسلك الراغب» (١/ ٢١٥)
[٣] الصِّهْريج: حوض يجتمع فيه الماء. «القاموس المحيط»: (صهريج)
[٤] «دقائق أولي النهى» (١/ ٢١٠)
[٥] يشير إلى حديث أنس، أخرجه مسلم (١٩٨٣/ ١١)
[٦] «دقائق أولي النهى» (١/ ٢٠٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>