للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانَت هذه التعليقَاتُ مَنثُورَةً بينَ أوراقِ نُسخَتِهِ، فوفَّق اللَّه ابنَه وسَمِيَّهُ أحمدَ بنَ أحمَدَ، فجرَّدهَا من نسخةِ والِدِه، ورتَّبهَا ترتيبًا بديعًا، لم يَخْلُ مِنْ بَعضِ إضافَاتٍ لهُ، أظُنُّهَا يَسيرَةً، اقتَضَى المَقَامُ إضافَتَها. واختارَ لها اسمَ: «فتح وهَّابِ المَآرِبِ على دَليلِ الطَّالِب». فخَرجَت على هذا النِّظَامِ الذي بينَ يَديكَ.

لقد امتَدَحَ هذه الحاشيَةَ مَنْ اطَّلعَ علَيها مِنْ أهل العِلمِ، حتَّى قال عنها ابنُ حُميدٍ في «السحب الوابلة»: مُفيدَةٌ جِدًّا.

قُلْتُ: حَقًّا إنها مُفيدَةٌ جدًّا؛ لما امتَازَت به من تَقرِيرَاتٍ بديعَةٍ لِمُؤلِّفِها، ونقلٍ مَتينٍ لكلامِ المُحَقِّقين من أئمَّةِ مُتأخِّرِي المذهَب، تولَّى زِمَامَهُ عالِمٌ فَقِيهٌ، له دِرايَةٌ تامَّةٌ بعبارَاتِهم، إضافةً للإيضاحَاتِ والزِّيادَاتِ التي عُنِي بها المُصنِّف، مع حِرصِهِ على الاختِصارِ جَهْدَه، خصُوصًا في مقَامِ الاستِدْلالِ، أو ذِكرِ الخِلافِ، أو التِّكرَارِ عندَ إيضَاح مَسأَلَةٍ، ومعَ ذلك كُلِّه نَرَى حَجمَ الكتابِ قد بَلغَ مَبلَغَهُ.

وإنَّه لمَّا كان هذا السِّفْرُ المَتِينُ في عِدَادِ المَعدُومِ، حَيثُ بَقِي مَخطُوطًا مُنذُ تَجرِيدِه وحتَّى يَومِنا هذا، كانَ إخرَاجُهُ وإبرازُه مَطلَبًا يُسعَى إليه؛ خِدمَةً للعِلم وأهلِه، ونَشرًا لِمَآثِرِ أقوامٍ لهُم من الحقِّ ما لَزِمَ الوفَاءُ به.

وقد وفَّق اللَّه لذلِكَ بعدَ أن يسَّرَ الحُصُولَ على نُسخَتَينِ خَطِّيَّتين من الكِتابِ كاملًا (١)، عَمِلتُ عليهِ جاهِدًا حسَبَ الإمكانِ؛ لإخراجِه بصُورَةٍ تَليقُ به.


(١) ثم بعد طباعة الكتاب الطبعة الأولى يسر الله الحصول على نسخة أخرى محفوظة في إدارة الأوقاف الإسلامية- القدس/ قسم إحياء التراث الإسلامي، فتمت مقابلة الكتاب عليها في هذه الطبعة الثانية

<<  <  ج: ص:  >  >>