للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السَّادِسُ: النيَّةُ مِنْ اللَّيلِ لِكُلِّ يَومٍ واجِبٍ (١). فمَن خَطَر بقَلبِهِ لَيلًا أنَّهُ صَائِمٌ: فَقَد نَوى (٢). وكذَا: الأَكلُ والشُّربُ بِنِيَّةِ الصَّومِ (٣).

النَّهار أو آخِره، ولو قليلًا، صحَّ الصوم، حيثُ تقدَّمت النيةُ ليلًا. ويصِحُّ صومُ من نامَ جميعَ النَّهارِ؛ لأن النومَ عادةٌ، ولا يزولُ به الإحساسُ بالكليَّة. ويقضي المغمىَ عليه، لا المجنون.

وإذا ثبتَ رمضانُ في أثناء النهار، لِزمَ الصومُ. وكذا إذا طهُرت الحائضُ والنُّفساءُ، أو بلغَ الصَّغيرُ، أو عَقلَ المجنونُ، أو شُفِيَ المريضُ، أو لم يبيِّت النيَّة، أو قَدِمَ المُسافِر، وقضَوهُ وجوبًا، لكنْ الصغيرُ والمريضُ والمسافرُ، لو صاموا بنيةٍ من اللِّيل، فبلَغَ الصغيرُ، وزالَ عذرُ المريضِ والمُسافرِ، فلا قضاءَ عليهم. صوالحي وإيضاح [١].

(١) قوله: (السادِسُ: النيَّةُ من اللَّيل .. إلخ) لصومِ كلِّ يومٍ واجبٍ؛ بأنْ يعتقدَ أنه يصومُ غدًا من رمضانَ، أو مِنْ قَضَائِه، أو نذرِه، أو كفَّارتِه؛ لأن صومَ كلِّ يومٍ عبادةٌ مفردةٌ؛ لأنه لا يفسُدُ يومٌ بفسادِ يومٍ آخر، ولأنه كالقضاءِ، لحديث: «من لم يبيِّت الصيامَ من اللَّيل، فلا صِيام له». رواه أبو داود [٢]. وعن الإمام: يُجزئُ في أوَّل رمضان نيةٌ واحدةٌ. صوالحي [٣].

(٢) قوله: (فمَنْ خَطَر بقلبِه لَيلًا .. إلخ) مفرَّعٌ على قولِه: «النية». وقوله: (فقد نَوى) الصومَ؛ لأن محلَّ النيَّةِ القلبُ.

(٣) قوله: (وكذا الأكلُ والشُّربُ بنيَّة الصوم) أي: وكذا يكونُ قد نَوىَ إذا


[١] «مسلك الراغب» (١/ ٥٨٢ - ٥٨٣)
[٢] أخرجه أبو داود (٢٤٥٤) من حديث حفصة. وصححه الألباني في «الإرواء» (٩١٤)
[٣] «مسلك الراغب» (١/ ٥٨٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>