للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشَهِيدُ المَعرَكَةِ (١)،

وأبطلَ غَسلًا: أنه إذا خَرج منه شيءٌ قبلَ السبعِ، بطلَ غَسْلُه السابق، ووجبَ غَسْلُه إلى سبعٍ. يعني: مع وجوبِ إعادةِ الوضوء، كما صرَّح بمعناه في «الإقناع»، وإن لم يصرِّح بوجوب الوضوء. فتدبر. قاله شيخنا عثمان [١].

(١) قوله: (وشهيدُ المعرَكةِ … إلخ) وهو من ماتَ بسببِ قِتالِ كُفَّار وقتَ قيامِ القِتال، فلا يُغسَّل؛ لأنه قد طهَّره القتلُ، واللَّهُ غفرَ له، فلا يصلَّى عليه، كما يأتي. ويجيءُ يومَ القيامةِ وكلمُه يَدْمي؛ اللون لونُ الدَّم، والريحُ ريحُ المِسكِ. وسُمِّي شهيدًا؛ لأنه حيٌّ؛ لأن أرواحَهم شهِدت دارَ السلام، وأرواحَ غيرِهم لا تشهدُها إلى يومِ القيامة. وقيل: لأنه يشهَدُ عندَ خروجِ روحِه ما له من الثوابِ والكرامةِ، بخلاف غيرِه فإنه يشهدُها يومَ القيامة. وقيل: لأن عليه شاهِدًا يشهدُ بكونِه شهيدًا، وهو دمه. وقيل: لأنَّه يُشهدُ له بالإيمانِ وحُسنِ الخاتِمة. وقيل: لأنه يشهَدُ على الأممِ المتقدِّمة. أو لأن اللَّه وملائكَته يشهدون له بالجنَّة، أو لقيامه [٢] بشهادةِ الحقِّ حتَّى قُتِلَ، ونحوه مما قيل فيه.

والشهداءُ على ثلاثِة أقسام: شهيدُ الدنيا والآخرةِ، وهو المقتولُ في المعرَكة مخلِصًا؛ لأجلِ إعلاءِ كلمةِ اللَّه تعالى. وشهيدٌ في الدنيا فقط، وهو المقتولُ في المعركَة مرائيًا. وشهيدٌ في الآخِرة فقط، وهو من أثبتَ له الشارعُ الشهادةَ، ولم تجِر عليه أحكامُها في الدنيا، كالغريقِ، ونحوه. انتهى ما رأيته بخط الوالد.


[١] «دقائق أولي النهى» (١/ ٣٩٥)
[٢] في الأصل: «القيامة»

<<  <  ج: ص:  >  >>