للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السَّهلَةَ المُقَرِّبَةَ.

ثانيًا: أضافَ الشيخُ مَرعيٌّ في «الدليل» بعضَ المسائِلَ التي لم يَنُصَّ عليها في «المنتهى»، أخذًا من مَتنِ «الإقناع»، فكانَ بذلك قد جمَع بين «المنتهى» و «الاقناع» في رؤوس المسائلِ بأسلوبٍ بديعٍ، يَتَبيَّنُ ذلك بالتَّتبُّعِ والاستِقرَاءِ.

ثالثًا: عدَمُ ذكرِ الخلافِ في «الدليل»، بل اعتَمدَ المصنِّفُ فيهِ رِوايَةً واحدةً عَقَدَها على أنَّها المذهَبُ.

رابعًا: أن مُصنِّفه حرَّرَ مسائلَه على الراجح من المذهَبِ كما نصَّ عليه ابنُ بدرانَ في «المدخل»، وقد أشارَ هو إلى ذلك في مقدِّمَتِه.

خامسًا: أن مصنِّفَه ذكَرَ فيه المعتَمدَ في الفَتوى عند الأصحاب.

سادسًا: الترتيبُ البديعُ عند ذكرِ مسائلِه، بتقسِيمَاتِه المُنيفَةِ، وتنويعَاتِهِ المُفصِّلَةِ، وحُدُودِهِ المُبيِّنَةِ.

تِلكَ بَعضُ الخصائِص لِمَتنِ «دليل الطالب» جعَلَت له عندَ متأخِّري الأصحابِ قَبُولًا مُوثَقًا، فمنذُ تأليفِهِ وحتَّى يَومِنَا هذا وأهلُ العِلمِ يتناوَلُونَهُ شَرحًا، وتدريسًا، ونظمًا، وإيضاحًا بالتِّعليقاتِ المُفيدَة، والحواشِي النفيسةِ؛ لبيانِ مَسائِلِه، وفكِّ عبارَاتِه، وكَشفِ غَوامِضِه.

ومِنْ أبرَزِ مَنْ صنع ذَلِكَ: عبدُ الله بنُ أحمدَ المَقدسيُّ سنة (١٠٩١) في «شرحه»، وإبراهيمُ الصَّالحيُّ، ت سنة (١٠٩٤ هـ)، في «مسلك الراغب»، وعبد القادر التَّغلبي، ت سنة (١١٣٥ هـ)، في «نيل المآرب»، ومحمد بن أحمد السفَّارِيني، ت سنة (١١٨٩ هـ)، في «شرحه»، ومُصطَفَى الدُّومَانيُّ، ت سنة (١٢٠٠ هـ)، في «حاشيته»، وابنُ ضويَّان، ت سنة (١٣٥٢ هـ)،

<<  <  ج: ص:  >  >>