للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفِقهِ، ودَقائِقِ الحَديث، ومَعرِفَةٍ تامَّةٍ بالعلُوم المُتدَاوَلة.

يشهدُ لذلك مُصنَّفَاتُهُ المُتنوِّعَةُ، وقد بلَغَت أكثَرَ مِنْ مائةِ مُصنَّفٍ، خصوصًا في فقه المذهَب، والتي مِنْ أبرزِها كتابان جَليلان:

الأوَّلُ: «غاية المنتهى»: جمعَ فيهِ بينَ كتابين مِنْ أبرزِ كُتب المذهَب عندَ المتأخِّرِين، علَيهِمَا مَدارُ الفتوى والقَضَاء، هما: «الإقناع» للحجَّاوي، ت سنة (٩٦٨ هـ)، و «المنتهى» لابن النجار الفُتوحي، ت سنة (٩٧٢)، سلَكَ في هذا الجَمعِ مَسلَكَ المُجتَهِدِين، فخرج كتابُه في «منتهى الغاية»؛ تقريرًا، وتَحقِيقًا، وتَوجيهًا، وتنقيحًا.

الثاني: «دليل الطالب لنيل المطالب»: وهو كتابٌ لهُ شأنٌ عظيمٌ عندَ الحنابِلَةِ، شُهرتُهُ أغنَت عن التعريف به، منذُ تأليفِهِ وعُلمَاءُ المذهَبِ يُقرِؤنَه للطُّلاب، ويُوصُونَهم بدِراسَته وحِفظِه وضَبط مسائله. ومن بديعِ نَظمِ العَتِيقِيِّ مادِحًا له:

يا مَنْ يريدُ كِتابَ فِقهٍ جامِعٍ … كلَّ المَسائِلِ بل ومُغنِي الطَّالِبِ

ارجِع إلى ما قُلتُه يا صاحِبي … واقطِف ثِمَارًا مِنْ دَليل الطَّالب

ويرجِعُ ذلك لمَا امتَازَ بهِ من خصائِصَ فَريدَةٍ، مِنْ أهمِّها ما يلي:

أوَّلًا: أن مؤلِّفَه اختصَرَهُ من كتاب «منتهى الإرادات» لابن النَّجَّارِ، وكتابُ «المنتهى» له من المكانَةِ عند متأخِّري الأصحابِ ما جعلَهُم يعتمدُونَه في التَّصحيحِ والتَّرجِيحِ، والفَتوى والقضَاءِ، كما تقدم.

وحيث وُصِفَ «المنتهى» بأنَّ في عِبارَاتِهِ شَيئًا من التَّعقِيدِ والغُمُوضِ، فقد راعَى ذلك الشيخُ مَرعيٌّ في كتابه «الدليل» فاختَارَ منهُ العبارةَ البَيِّنَةَ الواضحةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>