للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِمَنْ نَوَى سَفَرًا، مُبَاحًا (١)، لمَحَلٍّ مُعَيَّنٍ (٢)، يَبلُغُ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا (٣)، وهِي: يَومَانِ قاصِدَانِ (٤)

(١) قوله: (لِمَنْ نَوَى) أي: ابتدأ ناويًا (سفَرًا مباحًا) احترز به عن المحرَّم، كالإباقِ، والسفرِ لقطعِ الطريق أو الزنى أو شرب الخمر؛ لأن رخصَ السفر شُرعت تخفيفًا على المسافر، وإعانةً له على مآربه ومقاصده، فلو شُرعت في سَفَرِ المعصية كان ذلك إعانةً عليها، وذلك لا يجوز. واحترز به أيضًا عن السفرِ المكروه، كالسفر لزيارة القبورِ. ومِنْ صُور جواز القَصر مستوي الطرفين، كتجارة.

وكذا لو كان السفرُ المباحُ أكثرَ قصدِه، كتاجرٍ قصَدَ التجارة، وقصَدَ معها أن يشربَ من خمرِ تلك البلدَة. فإن تساوى القَصدانِ، أو غلَب المحرَّمُ، أو سافرَ ليقصُرَ فقط، لم يجز له القصر. م ص [١] بإيضاح.

(٢) قوله: (لمحلٍّ معيَّن) أي: غير مجهول، كمسافرٍ لا يدري أين يذهب، كالهائم الخارج على وجهه، والسائح [٢] الذي لا يقصدُ مكانًا معينًا، والتائه الضالِّ عن الطريق؛ لأنه يُشترط للقصر قصدُ جهةٍ مُعينة، وليس بموجودٍ فيهم. م ص [٣] بإيضاح.

(٣) قوله: (يبلغُ ستَّةَ عشَرَ فرسَخًا) تقريبًا لا تحديدًا، برًا أو بَحرًا.

(٤) قوله: (وهي) أي: الستة عشر فرسخًا (يَومانِ قاصدَانِ) أي: مسيرة يومين


[١] «دقائق أولي النهى» (١/ ٦٠٠)
[٢] في الأصل: «الساع»
[٣] «دقائق أولي النهى» (١/ ٦٠٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>