للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّا نَعُوذُ بِرضَاكَ مِنْ سَخَطِك، وبِعَفوِك مِنْ عُقُوبَتِكَ (١)، وبِكَ مِنْكَ (٢)، لا نُحصِي ثَنَاءً علَيكَ (٣)، أنتَ كمَا أثنَيتَ على نَفسِكَ» (٤).

تبارك اللَّه: تعالى شأنُه في قُدرَتِه وحكِمتَهِ. انتهى. فهو معنى: (وتعاليت) ووجهُ تقديمِ «تباركتَ»: الاختصاصُ به . وفي «المصباح» [١]: تعالى تعاليًا، من الارتفاع. انتهى.

وتبارك: تكاثَر خيرُه؛ من البركة، وهي: كثرةُ الخير، أو تزايدَ على كلِّ شيءٍ، وتعالى عنه في صفاته وأفعاله، فإنَّ البركةَ تتضمَّن معنى الزيادة.

(١) قوله: (اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِرضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ … إلخ) قال الخطابيُّ [٢]: في هذا معنى لطيف، وذلك أنه سأل اللَّهَ تعالى أن يُجيرَه برضاه من سَخَطِه، وبمعافاتِه مِنْ عِقَابِه. والرِّضا والسخَطُ ضدَّان متقابِلان، وكذا المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلمَّا لجأَ إلى ما لا ضدَّ له، وهو اللَّه تعالى، أظهرَ العَجزَ، والانقطاعَ، وفزعَ منه إليه، فاستعاذَ به منه.

(٢) وقوله: (منك). أي: من مكروهاتِكَ. م ص.

(٣) قوله: (لا نُحصِي ثناءً عليكَ) أي: لا تُعَدُّ نعمُك، ولا تُضبطُ، ولا يُحفظُ الثناءُ بها عليك، ولا نبلغه، ولا تنتهي غايته. والإحصاء: العدُّ، والضَبطُ، والحِفظُ. م ص [٣] بإيضاح.

(٤) قوله: (كما أثنيتَ على نَفسِكَ) اعترافٌ بالعجز عن الثناءِ، وردٌّ إلى المُحيطِ


[١] (١/ ٢٢١) مادة (ع ل و)
[٢] انظر «شأن الدعاء» (ص ١٥٨)
[٣] «كشاف القناع» (٣/ ٣٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>