هذه الصناعة قصير الباع؛ لأني لم أكن من فرسان هذا الميدان لعدم الاطلاع، وسميتها ب:«فتح وهاب المآرب على دليل الطالب لنيل المطالب»، واللَّه المسؤول أن ينفعَ بها كلَّ من اشتغل بها، إنه وليُّ التوفيق، وبالإجابة حقيق.
قوله:(بسم اللَّه الرحمن الرحيم. قال … إلخ) فإن قيل: إن كانت هذه الزيادة من بعض تلامذة المصنف؛ لبيان اسمِه، وإظهارِ فضلِه، فاته العملُ بحديث البسملة، حيث لم يبتدئ بها. وإن كانت من المؤلف نفسه، فالبسملة من مقوله، فالمناسب تأخيرُها عن الفعل بل واجب؛ إذ لا يجوزُ تقديمُ بعضِ المقولِ عليه!
ويجاب عن الأول: بأن العمل بالحديث حصلَ بالحمدلة؛ إذ المراد بالبسملة فيه مطلق الذِّكر، بدليل رواية:«كل كلام لا يبدأ فيه بذكر اللَّه .. »[١]، فحُمل المقيَّدُ على المُطلق، كما هو مبسوطٌ في المطولات.
ويجاب عن الثاني: بأن البسملةَ والحمدلةَ من كلام المصنف على الصحيح، وما بينهما اعتراضٌ أتى به لبيان اسمه، وإظهار فضله؛ ليُقبل المحصِّلون على هذا التأليف؛ لأن البسملة والحمدلة بمنزلةِ الشيء الواحد الذي هو فاتحةُ الكتاب، ولا يضرُّ الفصل بينهما بنحو: يقولُ فلان كذا
[١] أخرجه أحمد (١٤/ ٣٢٩) (٨٧١٢) ومن طريقه السبكي في «طبقات الشافعية» (١/ ١٥، ١٦) والدارقطني (١/ ٢٢٩) من حديث أبي هريرة مرفوعًا بهذا اللفظ. وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٣٣١) من حديث الزهري مرسلًا، ورجحه الدارقطني في سننه، وكذا في «العلل» (٨/ ٣٠)، وقال الألباني في «الإرواء» (٢): ضعيف