للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمُجْزِئُ مِنهُ: «التَّحيَّاتُ للَّهِ (١)، سَلامٌ علَيكَ أيُّها النَّبيُّ (٢)

يعني أن المصلي يأتي في التشهد الأخير مع «الإتيان بما يجزئ … إلخ».

(١) قوله: (التَّحيات): جمعُ تحية، روي عن ابنِ عباس أن التحيَّةَ: العَظَمَةُ. وقيل: المُلْكُ. وقال ابن الأنباري: السلام. وقيل: البقاء. وقيل: السلامة من الآفات. قال أبو السعادات: وإنما جُمعت التحيَّات؛ لأن ملوكَ الأرضِ يُحيَّون بتحياتٍ مختلفة، فيقال لبعضهم: أنعِمْ صباحًا. ولبعضهم: تسلَمُ كثيرًا. ولبعضهم: أبيتَ اللَّعن. ولبعضهم: عِشْ ألف سنة. فقيل للمسلمين: قولوا: التحياتُ للَّه. أي: الألفاظُ التي تدلُّ على السلام، والمُلكِ، والبقاءِ، والعظمةِ، هي للَّه تعالى. دنوشري.

(٢) قوله: (سلامٌ عليك أيُّها النَّبيُّ) النَّبيُّ: إنسانٌ أُوحِي إليه بشرعٍ، ولم يؤمر بتبليغهِ. قال القاضي عياض: «النبي» يهمز، ولم يهمز، فمن جعلَه من النبأ، وهو الخبر، كان مهموزًا؛ لأنه قد يُنبئُ عن اللَّه تعالى، فيكونُ فعيلًا بمعنى فاعِل، أو لأنَّه ينبَّأ هو بالوحي، فيكون بمعنى مفعول. ومن سهَّله ولم يهمِزْه؛ إما لأنه أخذه من النبوة، وهي: الرِّفعة؛ لرفعة منزلته على الخلق عند اللَّه تعالى، قال بعض العلماء: قلت: الأَولى منها الأَوَّلُ. وقيل: هو مأخوذ من النبيء، وهي: الطريق؛ لأن الأنبياء هم الطرقُ إلى اللَّه تعالى. والرسولُ: إنسانٌ، ذَكَرٌ، من بني آدم، أُوحِي إليه بشرعٍ، وأُمرَ بتبليغه. وبينهما عمومٌ وخصوصٌ مطلقٌ، فالرسولُ أخصُّ مطلقًا، والنبيُّ أعمُّ مطلقًا، فكلُّ رسولٍ نبيٌّ، وليس كلُّ نبيٍّ رسولًا. دنوشري مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>