للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آتِ (١) مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ (٢)، وابعَثهُ مَقَامًا مَحمُودًا الذي وَعَدْتَهَ (٣)»،

(١) قوله: (آتِ) بمدِّ الهمزةِ وكسرِ التاء. فعلُ دعاءٍ، مبنيٌّ على حَذفِ الياء، معناه: أعط. ع. [١]

(٢) قوله: (محمَّدًا الوسيلَةَ) هي أعلى منزلةٍ في الجنَّة، وهي منزلةُ رسولِ اللَّهِ ودارُه، وهي أقربُ أمكنةِ الجنَّة إلى العرش.

وأما «الفضيلَةُ»: فهي الرتبةُ الزائدةُ على سائرِ الخلائق، ويحتمل أن تكون منزلةً أخرى، أو تفسيرًا للوسيلةِ. ذكره في «المواهب» ملخصًا. وأما: «الدرجة الرفيعة» المدرجُ فيما يُقال بعد الأذان، فلم أرَهُ في شيءٍ من الروايات. كذا قاله السخاوي في «المقاصد»، واللَّه أعلم. اه. شيخنا عثمان. [٢]

(٣) قوله: (وابعثهُ مقامًا مَحمودًا الذي وعدتَه) قال الشيخ منصور على «المنتهى» [٣]: المقامُ المحمودُ: هو الشفاعةُ العُظمى في موقفِ القيامة؛ لأنه يحمدُه فيه الأوَّلون والآخِرون. والحكمةُ في سؤالِ ذلك مع كونِه متحقق الوقوعِ بوعد اللَّه تعالى، إظهارُ كرامتِه، وعِظمُ منزلتِه. وقد وقع في الحديث مُنَكَّرًا؛ تأدبًا مع القرآن. فقوله: «الذي وعدته» نُصِبَ على البدلية، أو على إضمار فعلٍ، أو رُفِعَ على أنه خبرُ مبتدأ محذوف. انتهى.

قوله: لأنه يحمدُه. تعليلُ المحذوفِ، تقديرُه: لِمَ وصفَ المقام:


[١] «هداية الراغب» (٢/ ٥٢)
[٢] «حاشية المنتهى» (١/ ١٤٧)
[٣] «دقائق أولي النهى» (١/ ٢٧٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>