للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومَنْ جَاوَزَ دَمُها خَمسَةَ عَشَرَ يَومًا (١): فَهِيَ مُستَحاضَةٌ (٢).

على تكرُّره، وتجلسُه أيضًا، ولو انتفى التوالي والتكرارُ معًا؛ لأن التمييزَ أمارةٌ في نفسِه، فلا يحتاج إلى ضمِّ غيرِه إليه. وتثبت العادةُ بالتمييز إذا تكرَّر ثلاثةَ أشهر، فتجلسُه في الرابع، وإن لم يكن متميزًا.

الصورة الثالثة: وهي التي ترجمها الشيخ منصور بالحالة الثانية [١]؛ أن تكون المُبتدأةُ غيرَ مميِّزةٍ، بأن لم يكن بعضُ دمِها ثخينًا أو أسودَ أو منتنًا، وصلُحَ حيضًا؛ بأن كان كلُّه على صفةٍ واحدةٍ، أو الأسودُ منه ونحوُه دون اليومِ والليلةِ، أو جاوزَ الخمسةَ عشرَ يومًا، فهي غيرُ مميِّزة، فتجلِسُ أقلَّ الحيض من كلِّ شهر؛ لأنه اليقينُ، حتى يتكرَّر دمُها ثلاثَةَ أشهر؛ لأن العادة لا تثبتُ بدونه. فتجلِسُ إذا تكرر من أول وقت ابتدائها إن علمته من كلِّ شهر؛ ستًّا أو سَبعًا بِتَحَرٍّ، أو تجلس من أول كلِّ شهرٍ هلاليٍّ إن جهلت وقتَ ابتدائها بالدم؛ ستًا أو سبعًا من الأيام بلياليها باجتهاد. وإن استُحيضت مَنْ لها عادةٌ، جلستها. انظر توضيح ذلك في «المنتهى وشرحه الصغير». [٢]

(١) قوله: (ومَنْ جاوزَ) أي: تعدَّى. قوله: (دمُها خمسةَ عشرَ يومًا) الذي هو مدة أكثر الحيض.

(٢) قوله: (فهي) الفاء: في جوابٍ من قوله: (مستحاضة) لأنه لا يصلح أن يكون حيضًا.

والاستحاضةُ: سيلان الدم في غير زمن الحيض من عِرْقٍ يقال له: العاذلُ، بالذال المعجمة، وقيل: بالمهملة. [ويقال له: العاذر أيضًا، بالذال والراء،


[١] «دقائق أولي النهى» (١/ ٢٣٢)
[٢] «دقائق أولي النهى» (١/ ٢٣٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>