للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَمَنْ أدْرَكَ صَيْدًا مَجْرُوحًا، مُتَحَرِّكًا فَوْقَ حَرَكَةِ مَذْبُوحٍ، وَاتَّسَعَ الوَقْتُ لتَذْكِيَتِهِ: لَمْ يُبَحْ إلَّا بِهَا (١). وَإِنْ لَمْ يَتَّسِعْ (٢)، بَلْ مَاتَ في

والتنُّعم والتوسعةِ على العيالِ، مع سلامةِ الدِّينِ والعِرضِ والمُروءةِ وبراءةِ الذِّمةِ، ويجبُ على من لا قُوتَ له، ولا لِمَنْ تلزمُه مؤنُته. ويُقدِّمُ الكسبَ لعيالِه على كلِّ نفلِ؛ لأن الواجب يقدمُ على التطوع. ويكرهُ تركُ التكسبِ، والاتكالُ على الناس. قال الإمام أحمد في قومٍ لا يعملُون ويقولون [١]: نحن متوكِّلون: هؤلاء مبتدعةٌ؛ لتعطيلهم الأسبابَ. وقال القَاضي: الكسبُ الذي لا يُقصدُ به التكاثرُ، وإنما يُقصد به التوسلُ إلى طاعةِ اللَّه من صلة الإخوانِ، أو التعففُ عن وُجوه الناس، فهو أفضلُ؛ لما فيه من منفعةِ غيرِه ومنفعةِ نفسِه، وهو أفضلُ من التفرغ إلى طلب العبادِة من الصلاةِ والصومِ والحجِّ وتعلمِ العلمِ؛ لما فيه من منافِع الناس، وخيرُ الناسِ أنفعهُم للناس. ح ف وزيادة.

(١) قوله: (لَمْ يُبَحْ إلَّا بِهَا) أي: بتذكيتهِ؛ لأنه مقدورٌ عليه، وفي حُكمِ الحيِّ، حتَّى ولو خَشِيَ موتَه، ولم يجد ما يذكِّيه به؛ لأنه لا يُباحُ بغيرِ ذكاةٍ مع وجودِ آلتها، فكذلكَ مع عدمِها، كسائرِ المقدورِ عليه. م ص [٢] وزيادة.

(٢) قوله: (وَإِنْ لَمْ يَتَّسِعْ) الوقتُ لتذكيتهِ. هذا مفهومُ قولِه: «واتسعَ الوقتُ .. إلخ»؛ لأنه لم يَقدِر على ذكاتِه بوجهٍ، فأشبهَ الذي قتلَه، وكذا إنْ أدرَكه مُتحركًا كحركةِ [٣] مذبوحٍ. ح ف.


[١] سقطت: «ويقولون» من الأصل
[٢] «دقائق أولي النهى» (٦/ ٣٤٧)
[٣] سقطت: «كحركة» من الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>