للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و: إنْ خَرَجْتِ إلَى غَيْرِ الحَمَّامِ، فأنتِ طالِقٌ، فخَرَجَتْ لَهُ، ثُمَّ بدَا لَهَا غَيرُه (١): طَلُقَتْ (٢).

و: زَوجَتِي طَالِقٌ (٣)، أوْ: عَبْدِي حُرٌّ، إنْ شاءَ اللَّهُ (٤)، أوْ: إلَّا أنْ يَشاءَ اللَّهُ (٥): لَمْ تَنْفَعْهُ المَشِيئةُ شيئًا، ووَقَعَ (٦).

(١) قوله: (ثمَّ بدَا لهَا غَيرُه) كالمَسجدِ أو دارِ أهلِها، طلُقَت؛ لأنَّ ظاهرَ يمينِه منعُها من غَيرِ الحمَّام، فكيفَ ما صَارَت إليه، حَنِثَ، كما لو خالَفَت لفظَه. م ص [١].

(٢) قوله: (طُلَقت) لأنه صدَقَ عليها أنَّها خرَجَت إلى غَيرِ الحمَّامِ. الوالد.

(٣) قوله: (و: زَوجَتي طالِقٌ) إنْ شاءَ اللهُ تعالى، طلُقَت. هذا شُروعٌ في تَعليقِ الطلاقِ بالمَشيئَةِ.

(٤) قوله: (أو عَبدِي حُرٌّ إنْ شاءَ اللهُ) تعالى، عَتَقَ.

(٥) قوله: (إلَّا أنْ يشاءَ اللهُ) أو قَدَّم الإنشاءَ، فقال: أنتِ طالِقٌ إلَّا أن يشاءَ اللهُ، أو قال: عبدِي حُرٌّ إلَّا أنْ يشاءَ الله. الوالد.

(٦) قوله: (وَوَقَعَ) الطلاقُ والعتقُ؛ إذ لو لم يَشأ اللهُ ذلِكَ لما أتَى بصيغَتهما، فإنه ما شاءَ اللَّه كانَ، وما لم يشأْ لم يكُنْ، وهذه المشيئةُ الكونيةُ لا تتخلَّفُ أصلًا، وهي المذكورةُ في قوله تعالى: ﴿فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام﴾ [الأنعَام: ١٢٥]. بخلافِ المَشيئَةِ الدينيَّةِ بمعنى المحبَّةِ والرضا فإنها قد تتخلَّف، وهي المذكورةُ في قول اللَّه تعالى: ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ [البَقَرَة: ١٨٥]. الوالد.


[١] «دقائق أولي النهى» (٥/ ٤٧٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>