للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَأكُلُ ويَشْرَبُ (١) مَعَ أبْنَاءِ الدُّنْيَا: بالأَدَبِ والمُرُوءَةِ. ومَعَ الفُقَرَاءِ:

من ثُلمَةِ الإناء، وإذا شربَ ناولَه الأيمنَ، ولو كانَ صبيًّا، ولا يناولُ الذي عن يساره، ولو كان أسنَّ أو أفضلَ، إلَّا بإذنه؛ لفعلِه [١]، لأن الحقَّ له، ولا بأس أن يستأذنَه في صرفِه إلى الذي عن شمالِه، فإن لم يأذن الذي عن يَمينِه، أعطاه إياه.

فائدة: قال في «الآداب الكبرى»: اللَّحمُ سيِّدُ الأُدْمِ، والخبزُ أفضلُ القوتِ، واختلفَ الناسُ أيُّهما أفضلُ؟ ويتوجَّه: اللَّحمُ أفضلُ؛ لأنه طعامُ أهلِ الجنةِ، ولأنه أشبه بجوهَر البدنِ، لقوله تعالى: ﴿أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير﴾ [البَقَرَة: ٦١]. م ص [٢] وزيادة.

(١) قوله: (ويَشربُ) أي: ثلاثًا مصًّا. يستحب لِمنْ يشرب أن لا يشربَ كشُربِ البعيرِ، بل يتنفَّسُ خارجَ الإناءِ ثلاثًا، وصِفتُه أن يقولَ: بسم الله، ويشرب، ثم يُبينُ الإناءَ عن فيهِ، ويقول: الحمد لله، ويتنفَّسُ خارجَه، ثم يفعلُ الثانيةَ والثالثةَ كذلك، إلا أن الشربَ في النفسِ الأول يكونُ أقلَّ مما بعدَه؛ لأن الأبخرةَ تتصاعدُ منه أكثرَ مما بعدَه. هذا معنى كلام ابن القيم. قال السامري: يسمِّي اللَّه يعني الشارب عندَ كلِّ ابتداءٍ، ويحمدُه عندَ كل قطعٍ. حجاوي [٣].


[١] لحديث أنس أن رسول اللَّه قال: «الأيمن فالأيمن». أخرجه البخاري (٢٣٥٢)، ومسلم (٢٠٢٩/ ١٣٤). ولحديث سهل بن سعد في استئذان الغلام، عند البخاري (٢٤٥١)، ومسلم (٢٠٣٠)
[٢] «دقائق أولي النهى» (٥/ ٢٩٩)
[٣] «شرح منظومة الآداب» ص (٢٤٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>