للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِي أنَّه (١) إذا أدَّى (٢) عَتَقَ (٣)، لا إنْ أُبرِئَ (٤)، ولِكُلٍّ فَسْخُها (٥).

(١) قوله: (في أنَّه): أي: المُكاتَبَ.

(٢) قوله: (إذا أدَّى): ما كُوتِبَ عليه، ولو الخَمرَ أو الخِنزيرَ. وأما إذا كان على مالٍ، فواضِحٌ؛ لأنَّ العتقَ يتشوَّفُ له الشَّارِعُ . هذا معنى حُكمِ الصِّفةِ.

(٣) قوله: (عَتَقَ): لأن مُقتضَى عَقدِ الكِتَابةِ أنه مَتَى أدَّى، عَتَقَ، فيصيرُ كالمُصرَّحِ به، فيعتِقُ بوجُودِه، كالكِتابةِ الصَّحيحَةِ. ع ب [١].

(٤) قوله: (لا إنْ أُبرِئَ): أي: لا يَعتِقُ بالكِتَابةِ الفَاسِدَةِ إن أُبرِئَ ممَّا كُوتِبَ عليه، أو أدَّاه لغَيرِ السيدِ؛ لأنَّ الصفةَ لم تُوجَد، والعقدُ الفاسِدُ لا أثَرَ له، فلم يثبُت في الذمَّةِ شَيءٌ تَقَعُ البراءةُ مِنه. ع ب [٢].

(٥) قوله: (ولِكُلٍّ فَسخُها): أي: ولِكلٍّ مِنْ سَيدٍ ورَقيقِهِ فَسخُها؛ لأنها عَقدٌ جَائِزٌ، لأنَّ الفاسِدَ لا يلزَمُ حُكمُه، وسواءٌ كانَ ثَمَّ صِفَةٌ أو لم تكُن؛ لأنها مبنيةٌ على المُعاوَضَةِ، وتابعةٌ لها. والمعاوضةُ هي المقصودُ، فإذا بطَلتِ المُعاوضَةُ، بَطَلَت الصِّفَةُ المبنيَّةُ عليها، بخلافِ الصفَةِ المجرَّدَةِ، ويملِكُ المُكَاتَبُ في الفَاسِدَةِ التصرُّفَ في كَسبِه، وأخْذَ الزكوات والصَّدقَاتِ، كالصحيحَةِ. وإذا كانتِ الكِتَابَةُ الفاسِدَةُ على عَدَدٍ، فإذا أدَّى إليه أحدُهُم، عتَقَ كالصَّحيحَةِ. ولا يلزمُ السيِّدَ في الفاسِدَةِ أداءُ ربعِ الكِتَابَةِ، ولا شيءٍ منها؛ لأن العِتقَ هنا بالصِّفةِ، أشبهَ ما لو قَالَ: إذا أدَّيتَ إليَّ، فأنتَ حُرٌّ. م ص [٣].


[١] «شرح المقدسي» (٣/ ١٩٢)
[٢] «شرح المقدسي» (٣/ ١٩٢)
[٣] «دقائق أولي النهى» (٥/ ٨٤، ٨٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>