للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو تَغطِيتُه (١) بإغمَاءٍ أو نَومٍ (٢)، ما لَم يَكُنِ النَّومُ يَسِيرًا عُرْفًا (٣) مِنْ جالِسٍ وقائِمٍ (٤).

ورمٌ حارٌّ يعرِضُ للحجاب الذي بين الكَبِدَ والمِعاء، ثم يتَّصلُ بالدِّماغِ، كما في كتب الطب.

(١) قوله: (أو تغطيتُه) أي سترُه. عطف تفسير على «زوال».

(٢) قوله: (أو نوم) بالجر عطف على «إغماء» أي: أو تغطيته بنوم؛ لحديث عليٍّ: «العينُ وِكاءُ السَّهِ، فمن نام فليتوضأ» [١]. والسَّه، بالسين المهملة مشدَّدة مفتوحة، جَعَلَ اليقظةَ وِكاءَ الدبرِ؛ لأن الوِكاءَ هو رباطُ القِربةِ، والنومُ مظِنَّةُ الحدَث، فأقيمَ مقامَه، شبَّه اليقظةَ بالوكاء بجامع الحفظ، واستعار اسمَ المشبَّه به للمشبَّه، فهي استعارةٌ تصريحيةٌ أصليةٌ، أو تشبيهٌ بليغ بحذف أداة التشبيه. العين كالوكاء، مثل: زيدٌ أسدٌ. والنومُ رحمةٌ من اللَّه على عبده ليستريح به بدنُه عند تعبه، وهو غَشْيَةٌ ثقيلةٌ تقع على القلب تمنعُ المعرفةَ بالأشياء. «نهاية» وإيضاح.

(٣) قوله: (ما لم يكُنِ النومُ يسيرًا عرفًا) أي: لا نقضَ مدةَ كونِ النومِ يسيرًا في العرف. فعرفًا: منصوب على نزع الخافض، فمرجع القِلَّةِ والكثرةِ العرفُ؛ لأنه لا حدَّ له في الشرع. وقيل: ما لم يتغيَّر عن هيئته، كسقوطه. ومن لم يغلب على عقله، فلا وضوءَ عليه، وإن رأى رؤيا فكثير.

(٤) قوله: (مِنْ جالسٍ وقائمٍ) جار ومجرور متعلق بيسير. أي: ما لم يكن النومُ


[١] أخرجه أحمد ٢/ ٢٢٧ (٨٨٧)، وأبو داود (٢٠٣)، وحسنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (١/ ٣٦٧) (١٩٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>