للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والوَاقِفُ حَيٌّ: رَجَعَ إليهِ وَقْفًا (١).

ما إذا انقطَعت الجِهةُ. قال العلامة ابن رجب: والمسألةُ ملتفتةٌ إلى دُخولِ المُخاطَبِ في خِطابِه. انتهى. فالصَّحيحُ رجوعُه إليه. وجزمَ به م ص في «شرحه». عثمان [١].

(١) قوله: (رجَعَ إليه): أي: حيثُ قلنا: يرجِعُ إلى أقارِب الواقِفِ (وقفًا) وكان الواقِفُ حيًّا، رجعَ إليه وقفًا. فإذا ماتَ يُصرَفُ للفقراءِ والمساكينِ. وعنه: لا يرجِعُ إليه، بل يُصرَفُ للفقراءِ والمَساكِينِ في الحَالِ. ومشَى على هذِه الرِّواية المصنف [في «غايته» [٢]، فهذا لا ينبغي بمنصب المصنف] [٣].

ويُجابُ عنه بما أجيبَ به عن نَظيرِ هذا الإشكال؛ بأن يُحتَمل أن يُحمَلَ كلامُه هنا على ما في «غايته» ويحتمل أن يكونَ أشارَ في كلِّ كتابٍ بروايةٍ. وهذا شأن الراسخينَ القدَمَ في العُلوم، يمشونَ على قَولٍ، ثم يظهرُ لهم ترجيحُ مقابِلِه، فيمشونَ عليه؛ لعدَمِ قُصورِهم؛ ولأنهم تابِعونَ للفيوضَاتِ والواردَاتِ، فهم تحتَ القهر الإلهي في جميعِ حركاتِهم وسَكَنَاتهم، نفعنا اللَّه بهم.

قال ابن الزاغوني في «الواضح»: الخلافُ في الرُّجوعِ إلى الأقارِب، أو إلى بَيتِ المال، أو إلى المساكِين، مختَصٌّ بما إذا ماتَ الواقِفُ. أمَّا إن كانَ حيًّا، فانقطَعت الجِهةُ، فهل يعودُ الوقفُ إلى ملكِه، أو إلى عَصَبتِه؟ فيه


[١] «حاشية المنتهى» (٣/ ٣٤٦)
[٢] «غاية المنتهى» (٢/ ١٢)
[٣] سقط ما بين المعقوفين من الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>